الجمعة، 4 ديسمبر 2015

رموز القرآن الكريم



بسم الله الرحمن الرحيم
      

المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه المتقين وعلينا معهم بالرضى والرحمة إلى يوم الدين .. آمين.                         أما بعد:
فهذا كتاب بعنوان رموز القرآن الكريم شرحاً وتفصيلاً وتفحيص وتمحيصاً وبحث وتدقيق ومعاينة وتبصراً وكل ذلك من فضل الله الذي هدانا إلى ذلك وعلمنا ما لم نكن نعلم {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم}[البقرة:32].
لذا فإن كل الدراسات التي تطرقت لهذا الموضوع لم تفلح في الوصول إلى معرفة حقيقية رموز القرآن الكريم وإنما ذهبت إلى مذاهب شتى لا ترقى إلى أي دليل يصل بها إلى الحقيقة، ونحن لا ندعي الكمال فالكمال لله تبارك وتعالى في علاه. وما دام الأمر كذلك فإن جهودنا أثمرت بعلم ينتفع به الناس نرجو أن تكلل جهودنا بالنجاح بفضل الله. فإن موضوع الرموز القرآنية لم يكن موضوعاً سهلاً بل هو علم مستقل بذاته وهو يكشف الجوانب التاريخية للأمم التي انحدرت من العالم القديم لتصبح أحاديث وقصصاً تروى في الكتب السماوية ومنها (القرآن الكريم) وبما أن القرآن المجيد هو الجامع لكل العلوم بما فيه علم التفسير "التأويل" فإن رموز القرآن الكريم مطلب معرفي وفكري لكل من يريد معرفة هذه الرموز وما الذي ترمز إليه، لقد خلق الله الكون بكل أبعاده وخلق الإنسان وكرمه على سائر مخلوقاته، بل لم يكتفِ بذلك حين قال تعالى (يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة:11].
وهذه المكانة لا يرقى إليها إلا من خصهم الله بالعلم نرجو من الله أن يتقبل منا هذا الجهد المتواضع ؛إنه سميع عليم.
إن القرآن الكريم يحوي علوماً كثيرة منها علم الأسباب وعلم الذكر وعلم التفسير "علم التأويل" والتاريخ وعلم الفلك وعلوم شتى قال تعال: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام:38] وقد قسمنا الكتاب إلى خمسة أبواب وكل باب يتفرع إلى ثلاثة فصول:
الباب الأول، الفصل الأول: ويتحدث عن مدخل في علم التفسير، والفصل الثاني ويتحدث عن دلالة اللفظ والمعنى، أما الفصل الثالث فيتحدث عن الدلالات الرمزية وأنواعها .
أما الباب الثاني: فيتفرع إلى ثلاثة فصول.
الفصل الأول: رموز القرآن وهي والرموز التي حددنا مسمياتها وحددنا دلالاتها وماذا تعني.
والفصل الثاني: يتحدث عن شرح وتوضيح مجموعات الرموز المعرفية.
أما الفصل الثالث: من هذا الباب فيتحدث عن الرموز بالآيات والسور.
والباب الثالث: يتفرع إلى ثلاثة فصول مقسمة على النحو التالي:
الفصل الأول: يتحدث عن الأمم الفانية، والفصل الثاني يتحدث عن العرب البائدة والفصل الثالث: يتحدث عن العرب الباقية.
والباب الرابع: يتفرع إلى ثلاثة فصول كما يلي:
الفصل الأول: اللغة أصولها وفروعها.
والفصل الثاني: يتحدث عن اللغات القديمة (السبئية، الحميرية، الثمودية) أما الفصل الثالث: فيتحدث عن الهوية المجتمعية وشرح اللغات القديمة،      أما الباب الخامس: والأخير فيتحدث عن علوم القرآن وينقسم إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: علم الأسباب ، والفصل الثاني: يتحدث عن علم التأويل والإيمان، والفصل الثالث يتحدث عن علم الذكر وعلم التاريخ وعلم الفلك وعلم الكتاب، بالعودة إلى الفصل الثالث من الباب الأول تحدثنا عن الدلالة الرمزية بأنها ليست مقيدة بالرمز ذاته بل تتعدى إلى دلالات أخرى منها دلالة الرمز ودلالة اللفظ والمعنى والإيجاز والتفصيل ودلالة العدد والترتيب ودلالة أسماء السور ودلالة النص القرآني ودلالة القرائن، ودلالة القطع والإضافة وكل هذه الدلالات في مجموعها الكلي هي وسيلتنا إلى البحث فيما يتعلق بدراسة وشرح الرموز القرآنية، أي أننا لم نستحضر أفكاراً من خارج كتاب الله المحكم وسوره وآياته، بل استحضرنا هذا العلم من وحي القرآن الكريم، قال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) [محمد:24] وقال: أيضاً (فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ)[الأنبياء:10] أي تاريخكم وتاريخ آبائكم( ).




الباب الأول
الفصل الأول
مدخل في علم التفسير
يحتوي القرآن الكريم على كثيرٍ من العلوم ومنها علم التفسير "علم التأويل" وبالرجوع إلى قواعد وأصول علم التفسير "علم التأويل"، وهذا العلم قائمٌ بذاته، إلا أنه لم يُعمل به، لا من المفسرين القداما ولا من المحدثين، ولذلك فإن القرآن كتاب جامع وشامل لكل العلوم قال تعالى (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)[الأنعام:38] والمعنى أن كل ما نريده من علم هو موجود في هذا الكتاب، ثنائيات الإيجاز والتفصيل وكذلك ثنائيات اللفظ والمعنى وثنائية الدليل والمدلول، هذه الثنائيات هي علم يساعدنا على تفسير الآيات والسور وذلك باتباع الخطوات التالية:
1-    الإيجاز والتفصيل.
2-    اللفظ والمعنى.
3-    الدليل والمدلول.
الإيجاز والتفصيل
ثنائية الإيجاز والتفصيل هما المعياران اللذان تقوم عليهما عملية التفسير، لأن أن الإيجاز والتفصيل هما الوسيلتان اللتان تعرف بهما تفسير نصوص القرآن الكريم. قال تعالى (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)[فُصِّلَت:3] وقد سميت إحدى سور القرآن باسم (فصلت) وهي إشارة إلى أهمية الإيجاز والتفصيل، وليس الإيجاز والتفصيل عملية اجتهادية عند المفسرين بل هي قواعد ثابتة في بنية النص القرآني، بمعنى آخر فإن الإيجاز يأتي في سورة والتفصيل في سورة أخرى وهكذا، والفرق بين الإيجاز والتفصيل هو أن الإيجاز كلام مختصر، والتفصيل هو كلام مفصل يجمع بين كل تفاصيل الموضوع الخاص به ذلك ما ورد في سورة (الحج) عن أخبار الأمم السابقة من سورة (الحج) ((وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ(44)ُ).
ورد التفصيل بنفس الترتيب في سورة هود قال تعالى:
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿25﴾ أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴿26﴾ فَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴿27﴾ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴿28﴾ وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ ﴿29﴾ وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ﴿30﴾ وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمْ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ ﴿31﴾ قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ ﴿32﴾ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴿33﴾ وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿34﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ ﴿35﴾ وَأُوحِيَ إلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿36﴾ وَاصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ﴿37﴾ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴿38﴾ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴿39﴾ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ﴿40﴾ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿41﴾ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴿42﴾ قَالَ سَآوِي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ ﴿43﴾ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿44﴾ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿45﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ ﴿46﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ ﴿47﴾ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿48﴾ صدق الله العظيم.
وهذا الجدول يوضح الإيجاز والتفصيل بالأرقام اختصاراً للوقت والجهد
هود   الحج   المعنى المصاحب
التفصيل      الإيجاز
من آية 24-48     من آية 42-44     تاريخ الأمم القديمة
من آية 60-68            =
من أية 68-83            =
من آية 83-95            =
من أية 95-99            =


الكهف
الكهف مناظرة بين موسى وذو القرنين
التفصيل      الإيجاز
من آية 60-82     83-98     
الجمعة النور  في العبادات
التفصيل      الإيجاز =
من آية 8-11       35-38      =
وقد يكون الإيجاز والتفصيل في سورة واحدة مثل قوله تعالى في سورة يس (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ) [:48] والتفصيل ما جاء بعد النص (مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) [يس:49] كثرت الآراء عند المفسرين، فقد ذهب البعض إلى مذاهب شتى لا يتسع المجال لذكرها ومنها أنهم ذهبوا في تفسير قوله تعالى (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)[الفاتحة:7] والمقصود بالمغضوب عليهم في الآية اليهود والنصارى والمعنى الأصح هم الذين أنزل الله بهم عقابه أما الظالين فهم قوم سبأ وقوم موسى .
ومن الإيجاز والتفصيل :
1.    الايجاز الكلي : والمقصود به فاتحة الكتاب إيجازاً والكتاب تفصيلاً.
2.    الإيجاز الجزئي : وهو المقصود به الجزء من الكل .
3.    الإيجاز السببي : والمقصود به الرزق والمطر قال تعالى "{ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }[الذاريات:22] .
4.    الإيجاز المفصل : هو القليل من الكلام إيجازاً والكثير منه تفصيلاً.
5.    الإيجاز المرسل : ويتمثل في قوله تعالى { قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ {30} قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ {31} فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ {32} وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} [الشعراء:33]
6.    الإيجاز الاختياري : أما وعدلت أو اعتزلت .
7.    الإيجاز اللفظي : وهو الكلام بجزء من اللفظي أو بحرف دلالته  مثل قولهم : صيع إيجازاً وصعاليك تفصيلاًَ .


الفصل الثاني
اللفظ والمعنى
اللفظ والمعنى:
 ومن القواعد التي يقوم عليها علم التفسير العلاقة بين اللفظ والمعنى، وهذه العلاقة تقوم على تعدد اللفظ والمعنى واحد مثل قوله تعالى (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ) [البقرة:255] وقوله تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)[طه:5] لأن الكرسي والعرش لفظين لمسمى واحد، وكذلك قوله تعالى (الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)[الصافات:118] {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيم}[يس:2] لفظان مختلفان لاسم واحد والأمثلة كثرة، ومن ذلك قوله تعالى (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)[الفاتحة:7] والمعنى لهذه الآية نجده في سورة (هود) من خلال دلالة النص القرآني في قوله تعالى (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ) [الأعراف:71] فدلنا ذلك على أن المغضوب عليهم ليس اليهود والنصارى فقط كما ذهب البعض بل هم القوم الذي حق عليهم العذاب في الدنيا لأن معصية الله استوجبت عقابه، أما الضالون  فهم القوم الذين أرسل الله إليهم رسله فعصوا ربهم بسبب ضلالتهم فسمو بالضالين مثل قوم سبأ وغيرهم من الأقوام والأمثلة كثيرة ( ) .
وكذلك أصحاب مدين وأصحاب الأيكة هما مسميان بمسمى واحد قوم شعيب، وكذلك قوم ثمود وأصحاب الحجر مسميان لمسمى واحد قوم صالح.
الدليل والمدلول:
الدليل هو ما دل على ذاته باسمه أو صفته والمدلول هو ما دل على ذاته وذات غيره، إما باسمائه أو بصفاته مثل قوله تعالى (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[النور:35] فإن هذه الآية قد دلتنا على أن الله محيط بكل شيء وأنه يتحكم بالكون ويسيره كما يشاء، فإن الله دل على نفسه بأسمائه وصفاته، أما المدلول فينطبق على كل مخلوقاته المسيرة بإحكام، وقد ورد في كتاب مقدمة بن خلدون قوله: إن القرآن الكريم هو أعظم الكتب السماوية لكونه يجمع في سوره وآياته اتحاد الدليل والمدلول أي "ثنائية الدليل والمدلول".
شبه الله نوره بالمشكاة والمشكاة هي الشمس وشبه الزجاجة بالكوكب الدري والكوكب الدري هو القمر عندما يصبح بدراً والشجرة المباركة هي صفة للشمس والزيتونة صفة ثانية للشمس، والقمر هو المعني بقوله تعالى (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ) لأن نور القمر من ضوء الشمس والشمس ليست شرقية ولا غربية فكل الكواكب تدور في فلكها وإنما عبر الله عنها بالشجرة كما جاء في قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُون}[يس:80] .
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا }[يونس:5]



الفصل الثالث
أنواع الدلالات الرمزية
 الدلالة الرمزية:
هي الدلالة التي تختص بالرمز الذي إما أن يكون حرفاً أو اسماً أو فعلاً مثل رموز القرآن الكريم، والتي تنقسم إلى قسمين قسم الرموز بالحروف والآخر الرموز بالسور والآيات، وكل الدلالات الرمزية تختص بالشيء الذي وضعت له.
دلالةالمعنى (اللفظ المرادف):
وهي الدلالة التي تختص بدراسة اللفظ والمعنى والتفريق بينهم، مثل قولهم (الشيطان، الطاغوت) فإن الحرف الدال على اتحادهما في المعنى هو حرف (ط)، وقولهم الكرسي والعرش، فإن الحرف الدال على اتحادهما في المعنى هو حرف "الراء" الموجود في اللفظين، وكذلك قولهم (الزقوم، القات) فإن الحرف الذي يدل على اتحادهما في المعنى هو حرف "القاف"، وقولهم: القرآن، الصراط لفظان مختلفان لمعنى واحد، ويدل على اتحادهما بالمعنى حرف الراء الموجود في اللفظين.
دلالة أسماء السور.
وهي الدلالة التي تختص بأسماء السور ودلالاتها، إما أن تكون دلالة دلت على شيء بعينه مثل: سورة يوسف عليه السلام، وسورة إبراهيم عليه السلام، وسورة هود، فكل سورة هي دلالة دلت على شيء يعادلها لفظاً ومعنى أي دلت على صفات وأسماء كل نبي من الأنبياء الذين نسبت اليهم هذه السور.
دلالة النص القرآني.
وتختص بالإيجاز والتفصيل والقرائن والتفسير الذي يتمثل في معاني الآيات داخل النص القرآني
دلالة الترتيب.
ويقصد بدلالة الترتيب كل السور التي حملت صفة الترتيب الموحد مثل مجموعة السور (الم) ومجموعة السور (الر) وقس على ذلك، وقد تكون دلالة الترتيب بمعنى الترتيب الزماني أو الترتيب المكاني.
دلالة القرائن.
وهي التي تختص بدراسة القرائن بنصوص القرآن وتتبع ما يسمى التأويل بالقرائن بين نصوص القرآن سواء كانت قرائن الترتيب أو قرائن العدد أو قرائن الأسماء أو قرائن السور والآيات وغيرها.
دلالة الإضافة.
وتسمى دلالة الإضافة بهذه الصفة إذا أضيف حرف إلى رموز معينة، مثل مجموعة السور "الر" حيث نجد أن الرمز موحد في كل السور ما عدا سورة واحدة هي سورة الرعد، فقد أضيف إليها حرف الميم  فصارت ( المر).
دلالة القطع:
وتعني كل حرف اقتص من مجموعة حروف سواء كانت هذه الحروف ثنائية أو ثلاثية أو زادت أو نقصت مثل قوله (طسم) في مجموعة (طسم) حيث نجد أن سورة النمل نقص حرفاً من حروف الرمز يسمى هذا بدلالة القطع.
دلالة الحرف.
وتختص بدراسة الحرف من حيث دلالته داخل اللفظ وخارجه، مثل قوله تعالى "كهيعص" فحرف الكاف اسم زكريا هو الذي ورد في الرمز دل  على صاحبه، وكذلك حرف الهاء دل على اسم هارون حرف الياء دل على يحيى وكذلك حرف العين دل على عيسى، والصاد دل صفة لمريم العذراء (المحصنة).
دلالة الاسم.
تعرف دلالة الاسم بأنها تدل على مسمى رمز إليه بحرف من اسمه مثل قوله تعالى عن النبي يونس قال تعالى (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ(87)فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)[الأنبياء:87].
دلالة المصاحبة:
وهي الدلالة التي ارتبطت بشيء يعادل صاحبه في الوقت والفعل، مثل قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ)[القلم:48]، حيث عبر عن النبي يونس بالحوت الذي لازم صحبته في ظلمات البحر.
دلالة الحذف:
وهو الكلام الذي يدل على أن فيه شيئاً من الحذف مثل قوله تعالى (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ)[النساء:23] أي نكاح أمهاتكم وقوله تعالى (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ)[المائدة:3] أي أكلها وتناولها، وقس على ذلك بقية الأشياء.
دلالة الفعل.
هي كل فعل دل على فاعله وتسمى بدلالة الفعل الذي حصل من الفاعل قال تعالى (قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنْ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء:59].
دلالة السياق.
يعرف المعنى بأوجه كثيرة منها ما يدل على نفسه في سياق الكلام كان نصاً شعرياً أو نصاً أدبياً أو نصاً قرآنياً أو غيره، فنحن نهتدي إلى الدلالة من سياق الكلام وليس من اللفظ الذي نقرأه. قال تعالى (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) (الهمزة).
فإن المعنى في أول الآية يدل على أن المقصود به الهماز اللماز، الذي يسعى بين الناس بالنميمة، أما في الآية الثانية فدل على أن المعنى لا يقصد به النمام وإنما يقصد به البخيل الغني وهذهِ دلالة السياق، وقس على ذلك بقية الأشياء.
دلالة المكان:
وتعرف بأنها تدل على أسماء متعددة يجمع بينهما المكان للدلالة على أن هذه الأسماء متحدة في المعنى الواحد، مثل قولهم: " أصحاب الحجر، قوم ثمود، قوم صالح" فإن المكان الذي يدل على اتحادهم في المعنى هي الجبال التي كانوا ينحتون فيها بيوتاً، وكذلك قولهم: (أصحاب مدين، أصحاب الأيكة، قوم شعيب) فإن الذي يجمع اتحادهم في المعنى هو المكان (مدين).
دلالة الفعل:
تتمثل دلالة الفعل في قوله تعالى فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً، وقوله تعالى في سورة الأعراف فقلنا ياموسى اضرب بعصاك الحجر فانفلقت اثنتي عشر عيناً، فدلالة الفعل تتمثل في الآيتين الكريمتين وهو المعني بقوله ضرب أي بأمر الله فإن عدد أصحاب الكهف اثني عشر فتاً بدليل ورود قصة موسى مع ذي القرنين في سورة الكهف.
الدلالة السببية:
قال تعالى {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون}[الذاريات:22] فإن المقصود بالآية الكريمة ان المطر سبباً في وجود الرزق حيث يأتي عن طريق المراحل المعروفة (الحرث، الحصاد)...الخ، ومنه قوله تعالى (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيل)[سبأ:16].
فإن الدلالة السببية تتمثل في قوله (سيل العرم)، حيث نسب السيل إلى سببه وهو العرم، لأن العرم هو السد، وكذلك قوله (فأعرضوا) سبباً في حرمانهم من الجنة.
الدلالة المكنية
قال الشاعر
وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشها
              نؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ

فإن المقصود بالدلالة المكنية هو قول الشاعر (نؤوم الضحى) فإن المرأة التي تنام إلى وقت الضحى لا شك انها امرأة مرفهة وغنية ولديها خدم وحشم وذات جمال ومال ...الخ، وهذا هو المقصود بالدلالة المكنية وقس على  ذلك.
الدلالة التشبيهية:
قال الشاعر امرؤ القيس ذو القروح
وَبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرامُ خِباؤها
              تَـمَتّـعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ

فإن المقصود بالدلالة التشبيهية هو قوله (بيضة خدر) حيث شبه المرأة بالبيضة ووجه الشبه بين المشبه والمشبه به هو البياض فالمرأة بيضاء اللون والبيضة كذلك، وقس على ذلك بقية الدلالات  من هذا النوع.




الباب الثاني
الفصل الأول
رموز القرآن الكريم
تنقسم رموز القرآن الكريم إلى قسمين القسم الأول الرموز بالحروف والقسم الثاني الرموز بالسور والآيات قال تعالى (قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) (41) آل عمران.
تعريف الرمز:
هو ما دلنا على ما وضع له سواء كان حرفاً أو اسماً أو فعلاً، ومن الأمثلة على ذلك حرف (النون) الذي رمز به إلى اسم نبي الله يونس قال تعالى (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا)[الأنبياء:87]، وكذلك حرف (الكاف) في قوله (كهيعص) حيث رمز إلى اسم نبي الله زكريا بحرف الكاف وكذلك بقية آل عمران.

1. الرموز بالحروف
وتنقسم إلى ثلاث مجموعات:
‌أ.     رموز الوحي.
‌ب.    الرموز المعرفية.
‌ج.    رموز القسم.
أولاً: رموز الوحي:
تعريف رموز الوحي:
تتكون رموز الوحي من ثلاث مجموعات:
1-    مجموعة الرموز (طسم).
2-    مجموعة الرموز (كهيعص).
3-    مجموعة الرموز (حم عسق).
وهذه الرموز هي ما يسمى الرموز بالحروف التي تظهر في مقدمة سور القرآن الكريم وتختص هذه الرموز بالوحي الذي نزل على الأنبياء والرسل وهم موسى عليه السلام ونبي الله عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم وتنقسم هذه الرموز إلى ثلاث مجموعات حسب ترتيبها في الجدول المشار إليه ترتيباً زمنياً مع ذكر السور التي ارتبطت بها هذه الرموز .
رموز الوحي (المجموعة الأولى)

م      الرمز  اسم السورة   الزمن
1-    طسم   الشعراء       موسى
2-    طس   النمل
3-    طسم   القصص     

المجموعة الثانية "كهيعص" سورة مريم

م      الرمز  اسم السورة   الاسم  الصفة
1-    كهيعص      مريم        
2-    ك     =     زكريا كفيل
3-    هـ    =     هارون أخو موسى
4-    ي     =     يحيى  ابن زكريا
5-    ع     =     عيسى ابن مريم
6-    ص    =     مريم   ام عيسى


المجموعة الثالثة

م      الرمز  اسم السورة   الزمن
1-    حم    غافر  محمد
2-    حم    فصلت
3-    حم عسق     الشورى     
4-    حم    الزخرف     
5-    حم    الدخان
6-    حم    الجاثية
7-    حم    الأحقاف     
أنواع الوحي:
1-    الوحي المباشر بين الخالق والمخلوق
ويتمثل في الحوار بين الله جل جلاله ونبي الله موسى مثل قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إلى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ(143)قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ(144) {سورة الأعراف}


2-    الوحي بواسطة الملائكة:
مثل قوله تعالى ((إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى(4)عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى(5)ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى(6)وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى(7)ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى(8)فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى(9)فَأَوْحَى إلى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى(10)مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى(11)أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى(12)وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى(13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى) {النجم}.
3-    الوحي بواسطة النداء:
مثل قوله تعالى(فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) [مريم:24].
4-    الوحي بواسطة الرؤيا المنامية:
مثل قوله تعالى (إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ)[الصافات:102].


الفصل الثاني
الرموز المعرفية
 وتختص الرموز المعرفية بالتاريخ – تاريخ الأمم البائدة- في القرآن الكريم والرموز المعرفية تبدأ بحرف (أ ، ل) مثل قوله تعالى (الم)، (الر)،( المص) والألف واللام هما أداة تعريف، فإذا دخلت على النكرة عرفتها مثل (جمل) نكرة، وإذا دخلت عليه الألف واللام صار (الجمل) أي معرفة، ومن أدوات التعريف المستخدمة في اللغة مثل قولهم (ام جمل) ، (ام بقرة) وقال الرسول: "ليس من امبر امصيام في أمْسفر".
وتستخدم الألف والنون كأداة تعريف في نهاية المفردة من المسميات مثل: (عدن) فإذا أضفنا في آخر الكلمة ألف ونون صارت (عدنان) و(نجر) فإذا أضفنا ألف ونون صارت (نجران) فالألف والنون أداة تعريف تستخدم في نهاية المفردات من المسميات المكانية وأسماء الأعلام مثل (عثمان ، ردمان، غيمان، سلمان ..الخ).
وتتكون من ثلاث مجموعات:

المجموعة الأولى:

م      الرمز  اسم السورة   الزمن
1-    الم     البقرة  بني اسرائيل
2-    -     آل عمران   
3-    -     النساء
4-    -     المائدة
5-    -     الأنعام       
6-    المص الأعراف     

المجموعة الثانية:

م      الرمز  اسم السورة   الزمن
1-    الر    يونس قوم تبع
2-    -     هود  
3-    -     يوسف
4-    المر   الرعد 
5-    -     إبراهيم
6-    -     الحجر       

المجموعة الثالثة:

م      الرمز  اسم السورة   الزمن
1-    الم     العنكبوت     الهجرة النبوية
2-    الم     الروم 
3-    الم     لقمان
4-    الم     السجدة
ثالثاً: رموز القسم:
تعريف رموز القسم:
هي الرموز التي تتكون من القسم والمقسم به وأداة القسم وأنواعه وشروطه، أي القسم وهي عبارة عن حروف مقسم بها تأتي في مقدمة السور مثل (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)[القلم:1] وقس على ذلك بقية أنواع القسم التي في مثل هذه الحالات، ومنها ما يأتي على شكل اسم من اسماء النبي مثل سورة (طه) وسورة (يس) وأما حروف القسم الأخرى فهي الأكثر شيوعاً في حروف القسم وهي عبارة عن حروف تستخدم  كأدوات قسم مثل حرف الواو وحرف اللام وحرف الميم وحرف الفاء، وحرف الواو، ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ)[الطارق:1]، (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)[الحِجر:72].
أنواع القسم:
1-    القسم باللغة حرفاً واسماً وفعلاً مثل قوله تعالى (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) [القلم:1].
2-    القسم بالحروف والقرآن مثل قوله تعالى (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ)[ص:1] وقوله تعالى (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)[ق:1]
3-    القسم بأسماء النبي وصفاته مثل قوله تعالى (يس(1)وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) وقوله تعالى (طه(1)مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)
4-    القسم بواسطة أدوات القسم وهي حروف تتمثل في:
‌أ.     حرف الـ(و) وهو الأكثر استعمالاً في القرآن الكريم.
‌ب.    حرف الـ(ت) مثل لقوله تعالى: (تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ)[يوسف:95]
‌ج.    حرف الـ(ل) مثل قوله تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)[الحِجر:72]
‌د.     حرف الـ(م) مثل قوله تعالى: (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)[طه:2]( ).
‌ه.     حرف الـ(ف) مثل قوله تعالى (فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِي الْكُنَّسِ)[التكوير:16]( ).
شروط القسم:
1-    صاحب القسم .
2-    أداة القسم.
3-    المقسم به.
4-    جواب القسم.
ولا يتم القسم إلا بهذه الشروط،
ويتمثل هذا القسم في الآية الكريمة (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ(1)وَطُورِ سِينِينَ(2)وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ(3)لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين:4]
فصاحب القسم هو الذات الإلهية المتمثل في اسم الله (الْقُدُّوسُ)، وأداة القسم هي حرف الـ(و) من اسم الله (الْقُدُّوسُ) والمقسم به هو ) وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) و(الْبَلَدِ الأَمِينِ)، فالتين مقسم به أول والزيتون مقسم به ثاني والبلد الأمين مقسم به ثالث وجواب القسم قوله تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)


الفصل الثالث
 الرموز بالآيات والسور
كل نص قرآني سواء كان من آيات أو سوراً لم يكتمل معناه إلا بأدلة وبراهين من سياقه الخاص به أو من سور وآيات أخرى هو من ضمن قائمة الرموز بالآيات والسور قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (138) البقرة.
1-    لم يحدد لنا النص القرآني في الآية أي صلاة يقصد بها من الصلوات الخمس.
2-    لم يحدد لنا الوقت الذي تكون فيه هذه الصلاة
لذا فإن الآية المذكورة لم يكتمل معناها من سياقها الخاص بها، وللحصول على إتمام الفائدة أو المعنى يتطلب منا البحث في سور وآيات أخرى قال تعالى في سورة الروم الآية (17-18)(فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ) يأتي ترتيب الصلوات الخمس على التوالي (صلاة الليل ثلاث صلوات تبدأ بصلاة المغرب ثم العشاء ثم الفجر) وهي المعنية بقوله (حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)[﴿17﴾ الروم] أما صلاة النهار فهي المعنية بقوله (وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ) أي صلاة العصر والظهر فإن عشياً تعني العصر لذا فإن الصلاة الوسطى هي صلاة الفجر حسب الترتيب الذي أخذناه من سورة الروم، وللدلالة على أن قوله عشياً يقصد به وقت العصر.

قال الشاعر:
كأن ذرَى رَأس الـمُجَـْيمِـرِ غُدوَة ً
              من السَّيلِ وَالأغْثاء فَلكة ُ مِغزَلِ

كأنّ السِّباعَ فيهِ غَرْقَى عَشِيّةً
              بِأرْجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُلِ( )

الشاهد قوله (عشية) حيث عنى بها وقت العصر.
وبذلك يكون ترتيب الصلاة على النحو التالي:
1-    صلاة المغرب.
2-    صلاة العشاء.
3-    صلاة الفجر.
4-    صلاة الظهر.
5-    صلاة العصر.
فالصلاة الخامسة والأخيرة هي صلاة العصر لأنها الصلاة الفاصلة بين انتهاء النهار ودخول الليل، وفي هذه الفترة يتم رفع الأعمال إلى الله أعمال الناس بالخيرات والعبادات ويتم رفع أجور هذه الأعمال بعد صلاة الفجر عند دخول النهار وخروج الليل، وقد خص الله صلاة الليل بالتسبيح وعددها ثلاث صلوات تبدأ من صلاة المغرب وتنتهي بالفجر في قوله تعالى {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُون}[الروم:17] ، وكذلك خص صلوات النهار بالتحميد وعددها صلاتان هي الظهر والعصر فقال تعالى {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُون}[الروم:18]

تعرف الأشياء بمثيلاتها:
التأويل بالقرائن:
قال تعالى (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إلى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ(24)) ص.
وتعني الآية السابقة إن نبي الله داوود عليه السلام كان له تسعة وتسعون جارية وعندما شاهد إحدى زوجات جنوده أرسله إلى الحرب ليقضي حتفه في الحرب و بعد ذلك ضم زوجته إلى جواريه ليصبح عدد جواريه مائة جارية وقد امتحنه الله فأرسل إليه الملائكة حسب ما جاء في الآية فلما عرف نبي الله داود أن المعنى يقصده هو خر ساجداً إلى ربه وتاب عليه، وهذا المعنى هو المقصود بقوله تعرف الأشياء بمثيلتها أي تسعة وتسعون نعجة، تسعة وتسعون جارية فالعدد هنا متساوي بين الرمز والحقيقة، ومثله قوله تعالى عن الآيات المحكمات (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [آل عمران﴿7﴾] أي تعرف الأشياء بمثيلاتها، أم المسيح وأم الكتاب، قال تعالى في سورة  مريم(قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا).
ومثل قوله تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ(7))آل عمران
والقرآن الكريم كله سور وآيات محكمات فلا بد لنا أن نعرف هذه الآيات المحكمات وما دام هنالك صفة هي قوله (محكمات) قال تعالى (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(3)) فصلت.
أما فيما يخص الإحكام فإن القرآن كله كتاب محكم قال تعالى (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ(37)) الرعد.
وقال تعالى: (يس(1)وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ(2)) يس، لذلك فإن الذي دلنا على الآيات المحكمات هي دلالة العدد التي أخذناها من قوله تعالى{قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا}[مريم:10]
فدلالة العدد هي الحلقة المفقودة التي دلتنا على الآيات المحكمات أم الكتاب، وهن في سورة واحدة (سورة يس) عدد الآيات المحكمات ثلاث آيات مرتبة على النحو التالي:
1-    قال تعالى: (وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ(33)وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ(34)لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ(35)سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ(36))[يس].
2-    (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ(37)وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(38)وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ(39)لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ(40)) [يس].
3-    (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ(41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ(42)وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ(43)إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إلى حِينٍ) [يس:44]
فإن معنى المحكمات كل شيء أحكم الله صنعه وهذه الآيات المحكمات هي: (الأرض والإنسان والشمس والقمر) وكل هذه الأسماء وردت في الآيات الثلاث (أم الكتاب).
قال تعالى(وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ(87))الحجر.
السبع المثاني لم يذكر هل هي سور أم آيات، انما دلنا على ذلك دلالة التنزيل( ).
دلالة التنزيل:
السبع المثاني هن سور ولسن آيات، وقد نزلن على الرسول في مكة، ولذا عطف القرآن على السبع المثاني كونهما أقدم في التنزيل، ثم أعطى صفات لهذه السور تدل عليها وهي الثنائيات الضدية:
1-    ثنائية العدد: وهي ثمان سور بإضافة سورة الزمر إلى السبع المثاني .
2-    ثنائية اللفظ والمعنى.
3-    ثنائية الرمز والحرف.
4-    ثنائية الحذف والإضافة في سورتي ( الشورى ) و ( فصلت ) .
أسماء السور التي نعني بها السبع المثاني:
1-    الزمر
2-    حم غافر
3-    حم فصلت
4-    حم عسق الشورى
5-    حم الزخرف
6-    حم الدخان
7-    حم الأحقاف
8-    حم الجاثية
صاحب العلم:
أما صاحب العلم فهو ذو القرنين أما العلم فهو علم الأسباب، ويتضح من خلال النصوص القرآنية في سورة الكهف التي وردت في النص القرآني في القصة الأولى "عبداً من عبادنا" وفي القصة الثانية باسم "ذو القرنين" فإن القصة الأولى والثانية صاحبها رجل واحد هو صاحب العلم أي علم الأسباب، فخرق السفينة عمل شر يمنع الشر ويؤدي إلى الخير وأما قتل الغلام فشر يستبدل بخير وإعادة بناء الجدار عمل خير يمنع الشر، وفي القصة الأولى من النص القرآني تكون وقائع الأحداث ثلاثاُ كما في القصة الثانية قوله [فأتبع سببا] جاءت ثلاث مرات في القصة الثانية، وهذا يدل على ان الشخص واحد، لا شخصان، في الحالتين.
لذاً فإن علم الأسباب الذي يقول إن فكرة الخلق قائمة على الثنائيات السببية كل شيء سبباً في قيام قرينه، فالشر سبب في وجود الخير وكذلك ما جاء في القصة الثانية عن السد بين يأجوج ومأجوج فإن بناء السد هو عمل خير يمنع الشر ويحقق العدل أي ان الظلم سبب في وجود العدل وكذلك غروب الشمس وشروقها خير والظلام سبب في وجود النور ، وهذا العلم دلنا على صاحبه وهو ذو القرنين أي أن الرجل هذا ليس الخضر كما فسره بعض المفسرين ويعتقد أن الخضر هو لقب من القاب ذو القرنين والله اعلم، وأما مجمع البحرين فالمقصود به باب المندب الذي التقاء فيه العبد الصالح ونبي الله موسى .
ومن الأدلة التي تدل على أن الشخص الذي ورد في القصتين هو رجل واحد (ذو القرنين)
1-    الفعل المرادف.
حيث ورد في القصة الأولى ما يسمى ببناء الجدار وورد في القصة الثانية ما يسمى ببناء السد.
2-    الصفة الملازمة (الرحمة):
قال تعالى{فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا}[الكهف:65]
وهذه الصفة وردت في القصة الأولى من سورة الكهف، وكذلك في القصة الثانية قال تعالى: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}[الكهف:98]
صاحب الحوت:
تحدث القرآن كثيراً عن النبي يونس في مواضع كثيرة وقصص عدة ومنها ما عبر عن النبي بالحوت أي صاحبه، فالصحبة هي الرابط بين الحوت وصاحبه فالحوت دلنا على النبي يونس كما قال تعالى (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ) (48) القلم.
وبما أن الحوت قد دلنا على صاحبه وهو نبي الله يونس عليه السلام فإن العلم أي علم الأسباب قد دلنا على ذو القرنين صاحب العلم وهكذا.
الصلاة والتسبيح:
بما أن التسبيح صفة ملازمة للصلاة فقد عبر في النص القرآني عن الصلاة وترتيبها بالتسبيح فقال تعالى (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ(17)وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)(18)الروم.
فصار لدينا معلوماً ان الصلاة والتسبيح متلازمان أحدهما بالآخر، فأصبح لدينا معلوماً ترتيب الصلاة التي تبدأ بالصلاة الأولى وهي صلاة المغرب وتنتهي بالصلاة الخامسة وهي صلاة العصر.
القرون والسنين:
يعبر عن الإنسان بالزمان والمكان المتمثل في قوله قرون وقرن، فالقرن هو مائة سنة والقرون ما زاد على ذلك، والمكان المتمثل في الأرض (أي المساكن) قال تعالي (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى) طه (128).

التأويل بالقرائن
المفسر له     المفسر به     المعنى البديل
  {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً }[الكهف :11]

       {وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ}[البقرة :60] دلالة فعل الضرب في الآيتين دلتنا على أن عدد أصحاب الكهف 12 فتىً .
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}[الإسراء  :85]    {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ  فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }[يس : 82]  دلالة الأمر في الآيتين على أن الروح هي الحياة التي يتحرك بواسطتها الكائن الحي .




الباب الثالث
الفصل الأول
الأمم الفانية
المغضوب عليهم
يطلق هذا المصطلح على الأمم الفانية من قوم نوح وعاد وثمود وأهل مدين وقوم لوط، الذين عاشوا في الأرض على فترات متباعدة، وقد عصوا الله فأنزل بهم عقابه قال تعالى (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ)، وقال تعالى (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ)، ويضاف إلى هؤلاء القوم أي المغضوب عليهم قوم فرعون وقوم تبع وأصحاب الحجر وغيرهم آخرون لا يعلمهم إلا الله.
الضالون:
أما مصطلح الضالين فيقصد به الذين ضلوا عن الهدى بعد أن أنذرهم الله مثل بني إسرائيل من قوم موسى وعيسى وقوم سبأ وآخرين لا يعلمهم إلا الله، والضالون هم الذين لم ينزل الله بهم عقابه إنما عاقبهم الله في أموالهم أو مزارعهم أو أولادهم أو ذريتهم، قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ(15)فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ(16)) سبأ.
أهل القرى:
يطلق مصطلح أهل القرى على قوم فرعون وقوم صالح وقوم شعيب، وكذلك قوم تبع، وهم من الأمم الفانية الذين غضب الله عليهم فأبادهم، قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) [يوسف:109] وهؤلاء القوم هم الذين شيدوا الحضارات في مناطق كثيرة من العالم، وقد أصبحت هذه التجمعات الحضرية تتنافس فيما بينها، وكان هذا التنافس يأخذ أشكالاً عدة منها التنافس على الثروة والتنافس على الآلهة والتنافس التجاري فيما بين هذه الدول، مما  جعلها تشن الحروب والغزوات من أجل السيطرة والهيمنة ومن أهم المناطق التي استوطنتها هذه التجمعات الحضرية شمال وغربي شبه جزيرة العرب، وكذلك وادي النيل ووادي الرافدين وأجزاء كثيرة من بلاد الشام، ومن أهم العلوم التي برعوا فيها علم الفضاء وعلم الفلك، حيث كانوا يشيدون المعابد التي ترمز إلى تطلعاتهم في الكشف عن أسرار الفضاء. وقد تحدث القرآن الكريم عن هذه  الحضارات في كثير من السور والآيات مبيناً كيف كانوا يرفضون رسالات ربهم ويعبدون الكواكب والنجوم، ولعل الأهرام في مصر والمنارات في العراق والحصون والقلاع في اليمن خير دليل على بحثهم في الوصول إلى الحقيقة، لذلك فإن الله قد خيرهم بين العلم والإيمان في قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) وقوله تعالى (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ(14)لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) سورة الحجر.
الثنائيات الضدية في الأسماء والصفات:
أما الثنائيات الضدية في الأسماء والصفات، فإنها كثيرة مثل قولهم (عدنان وقحطان) ، (المهاجرون والأنصار) ، (داحس والغبراء)...الخ.
أما تسميات قوم ثمود بهذا الاسم فإن ذلك يعود إلى اسم الآلهة التي عبدوها قديماً وهي الصفة التي يطلقونها على القمر (ود)، واما تسميتهم بقوم صالح فإنها نسبة إلى صالح، واما تسميتهم بأصحاب الحجر فإنها نسبة إلى المكان الذين سكنوا فيه.
قوم صالح وأصحاب الحجر:
يقصد بقوم صالح (قوم ثمود) وهم أنفسهم الذين أطلق عليهم أصحاب الحجر، كونهم من الأقوام التي غضب الله عليها فأبادها قال تعالى (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ(80)وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ(81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ(82)فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ(83)) الحجر.
أي أن هؤلاء القوم هم الذين يسمون بقوم ثمود، والآية التي ذكرها النص القرآني، يقصد بها ناقة صالح التي عصوا بها ربهم فعقروها، كما جاء في النص القرآني قال تعالى: (َوتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ(149)) الشعراء.


الفصل الثاني
الأمم البائدة
وتنقسم الأمم البائدة إلى فرعين:
الفرع الأول: ويضم قوم نوح عليه السلام
والفرع الثاني: يضم قوم عاد.
قوم نوح وقوم عاد:
ويقصد بالأمم البائدة الذين اهلكوا بالطوفان، وهم قوم نوح عليه السلام وقوم عاد الذين اهلكوا بريح صرصر عاتية، وذلك هو العذاب المهين من رب العالمين، فقد أرسل الله إليهم الرسل فكذبوهم، أما قصة نبي الله نوح مع قومه فقد ظل يدعوهم إلى عبادة الله الف سنة إلا خمسين عاماً وهم يمعنون في ضلالهم وفي كفرهم وطغيانهم، وبما أن معصية الله قد استوجبت عقابه لمن أنكروا وجوده وجاهروا بالمعصية وسخروا من نبي الله والذين معه، وما آمن معه إلا القليل، فدعا نبي الله نوح ربه فاستجاب له وأمره أن يصنع سفينة وشرع في صنع السفينة وكلما مر عليه نفر من قومه سخروا منه ومن الذين معه قال تعالى (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴿38﴾) هود.
ومرت الأيام ونبي الله عليه السلام يواصل بناء السفينة ويصنع لها هياكل الاجناب والمقدمة ومن ثم يصنع المحرك الذي يساعد على حفظ توازن السفينة ويتحكم في حركتها وتوجيه سيرها وهو المعني بقوله تعالى (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ اصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ﴿27﴾) المؤمنون.
ومن هذه الفكرة جاءت فكرة اختراع المحرك البخاري الذي ظهر في بداية الثورة الصناعية، فاستخدمته السفن والقطارات واستخدم في تحريك السفن والقطارات أي المحرك البخاري، ثم جاء من بعد ذلك اختراع المحرك النفاث فدخل العالم في عصر جديد من العلم والطيران، وقد ذهب بعض المفسرين ومنهم ابن كثير رحمه الله إلى القول بأن قوله تعالى (فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ) يقصد به ينابيع الماء، والفرق واضح بين التنور والينبوع اختلاف في اللفظ والمعنى الذي اجتهدنا في إظهاره للناس هو غير الذي قصده المفسرون وبما أن التنور مشتقة من النور، وكذلك التنين مشتق من التنور ويقصد بالتنين الدخان، ومن الجائز إن القرآن يفسر بالشعر لكون القرآن أنزل بلغة العرب قال الشاعر امرؤ القيس ذو القروح في هذا الخصوص:
تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها
              بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ( )

أي نظرت إلى نور البيت الذي تسكن فيه صاحبته.
والتنور هو عبارة عن فرن في حجم معين تم إيقاده بالحطب لغرض طهي الطعام، والتنور معروف في لغة العامة وهو متوفر في مناطق الأرياف أكثر من المدن ويتم صناعته من الفخار، وأما التنور الذي يعمل بالغاز فإنه متوفر بالغاز ويعرفونه بهذا الاسم (أي التنور) وهذا التوضيح لمن له عقل يفهم ويتدبر.
قال تعالى (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿24﴾)محمد
أما كيف أنتهى الحال بقوم نوح فإن الطوفان غمرهم فماتوا جميعاً قال تعالى (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿41﴾ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ﴿42﴾ وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنقَذُونَ ﴿43﴾ إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعاً إلى حِينٍ ﴿44﴾) يس.
وإذا كان العالم اليوم اصبح قرية فالعالم كان بالأمس سفينة لا يتعدى ركابها ثلاثمائة أو يزيدون، والعالم هذا الذي نشاهده بقاراته الخمس يرجع عصره إلى سفينة نوح عليه السلام بعد أن رست عندما أمر الله الأرض قال تعالى (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿44﴾) هود.
وأما قوم عاد فقد كانوا من أكثر الأقوام قوة وأكثر الأقوام تقدماً، وكانوا يسكنون في منطقة الأحقاف بين الجبال المحيطة بوادي حضرموت، وكان لهم من القوة ما لم يكن لغيرهم، وأرسل الله عليهم رسوله هود، الذي دعاهم إلى عبادة الله فلم يستجيبوا له، ولما يأس وأصبحوا يجاهرون بالمعصية (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ ﴿124﴾ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿125﴾ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿126﴾ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿127﴾ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ﴿128﴾ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴿129﴾ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴿130﴾ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿131﴾ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ﴿132﴾ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ﴿133﴾ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴿134﴾ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿135﴾) الشعراء.
وقد أنزل الله بهم عقابه ونجا هود ومن معه، وينطبق على هؤلاء القوم مصطلح المغضوب عليهم هم وقوم نوح.


الفصل الثالث
1. العرب البائدة
1-    قوم ثمود (أصحاب الحجر).
2-    قوم تبع (الحميريون)
3-    قوم شعيب (أصحاب مدين).
4-    قوم فرعون (الفراعنة)
قوم ثمود:
ويقصد بالعرب البائدة الذين عصوا الله فاستحقوا عقابه وهم قوم صالح الذين أنزل الله بهم عذابه قال تعالى (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴿76﴾ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ ﴿77﴾ فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿78﴾ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ)[الأعراف:79].
وبما أن الله أرسل إليهم آية (الناقة) فكذبوه وذبحوها فاستحقوا العذاب من الله الذي أرسله الله إليهم.
وبعد أن يئس نبي الله هود من قومه دعا الله فاستجاب لدعائه فأهلكهم بعذابه قال تعالى (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿67﴾ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ ﴿68﴾)هود.
قوم تبع:
وكانت منازل قوم تبع وديارهم تقع في المرتفعات الغربية من شبه جزيرة العرب، وقد امتد نفوذهم حتى العراق وبلاد الشام إضافة إلى سيطرتهم على كل أجزاء شبه جزيرة العرب، وكانوا أكثر الأقوام عدداً وعدة وملأت أساطيلهم وسفنهم البحار، حيث كان لهم موانئ لتصدير البن واللبان على البحر الأبيض المتوسط وعلى البحر الأحمر، وقد سموا بهذا الاسم نسبة إلى ملكهم التبع (الصعب ذو القرنين)
وهو الذي دعاهم إلى عبادة الله فلم يستجيب له (أي قوم تبع) وينتسب الحميريون إلى أحد ملوكهم وهو (حمير الأكبر) وكانت ارضهم تدر عليهم الخيرات قال تعالى (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ(37)) الدخان.
ويقصد بهذه الآية المقارنة بين خيرات قوم فرعون وقوم تبع، وبالطبع فإن قوم تبع هم أكثر خيرات من قوم فرعون، حيث كانوا يصدرون بضائعهم إلى اصقاع المعمورة، ويعتقد بأنهم كانوا معاصرين للفراعنة في زمن موسى عليه السلام، والقرآن الكريم يجمع هذه الأسماء في صفة واحدة، وهذه الأسماء هي :

1-    أصحاب الحجر.
2-    الحميريين.
3-    الفراعنة.
4-    قوم مدين.
كما يخاطبهم الله عز وجل في كتابه العزيز بهذه الصفات أصحاب القرى وأهل القرى.
قال تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)(96)) الأعراف.
وقال تعالى (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ(14)لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ(15)) الحجر.
وأما تأثيرهم الثقافي واللغوي فقد كانت لغتهم هي التي أصبحت السائدة في لغات أهل القرى، حيث امتد تأثير الآلهة بأسمائها وصفاتها إلى كلام أهل القرى في شبه جزيرة العرب وفي مصر وفي أطراف بلاد الشام، ويعتقد أن نسبة كبيرة من سكان المغرب العربي يرجعون في أصولهم إلى قوم تبع وخاصة الهجرات التي يطلقون عليها هجرة بني هلال حيث لا تزال أعلام بلادهم ترمز إلى ذلك العهد، وهي عبادة القمر (عم)
قوم شعيب:
ويعتقد أنهم كانوا يسكنون في مصر ولكن هناك بعض المسميات تدل بأنهم كانوا يسكنون في اليمن لأن منطقة ميدي تقع في اليمن وميدي ومدين لفظان متساويان لفظاً ومعنى، وهناك جبل النبي شعيب يوجد في اليمن وحزم بني شعيب وهو ينتسب إلى نبي الله شعيب، وهناك روايات تقول إن نبي الله شعيب كان في جزيرة سينا وكان قومه يخسرون الميزان ويبخسون الناس أشياءهم قال تعالى (وَإلى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴿85﴾) الأعراف.
وقد ظل نبي الله يدعوهم إلى عبادة الله لكنهم عصو الله فاستحقوا عقابه فأهلكهم بعذاب الرجفة، قال تعالى (فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿91﴾ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَانُوا هُمْ الْخَاسِرِينَ ﴿92﴾) الأعراف.
قوم فرعون:
يعتبر قوم فرعون من الأقوام القديمة في التاريخ، فقد عاصروا قوم عاد وقوم ثمود وعاصروا ايضاً قوم تبع، وقد بنوا القصور وشيدوا المعابد وبنوا الاهرامات وكانت حضاراتهم من أعرق الحضارات العالمية في التاريخ، وكانت خيراتهم هي مضرب الأمثال بالنسبة لبقية البلدان الأخرى، وقد ارسل الله إليهم نبيه موسى عليه السلام فتحايلوا عليه بالسحر وما شابه ذلك من التمرد والعصيان وإنكار وجود الله وجاهروا بالمعصية وتحدوا موسى، فأثبت لهم قدرة الله على نصر نبيه موسى وأخيه هارون، وقد أنزل الله عليهم من العذاب ألواناً وأشكالاً منها (القمل، الضفادع، الجراد، الدم) وكانوا يستغيثون بنبي الله موسى عندما يحدث لهم ذلك فإذا كشف الله عنهم ذلك العذاب عادوا كأن لم يحدث شيء، حتى أمر الله نبيه بأن يسري ليلاً هو ومن معه قال تعالى (وَأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴿52﴾) الشعراء.
وقد استطاع موسى أن يخرج من مصر هو ومن معه حتى وصلوا البحر فأوحى الله إلى موسى أن يضرب بعصاه البحر قال تعالى (فَأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴿63﴾) الشعراء.
2. العرب الباقية
ونعني بالعرب الباقية من بقي على قيد الحياة من العرب البائدة ونجواً من العذاب المهين، ويشمل هذا التعريف قوم سبأ وقوم يونس وقوم إبراهيم
قوم سبأ:
 قوم سبأ هم الذين ينطبق عليهم مصطلح العرب الباقية كونهم لم يبادوا بعذاب من الله بل عاقبهم في معيشتهم فأرسل عليهم سيل العرم وضيق عليهم في الزرع والضرع وقصة قوم سبأ مع ما جرى لهم من التهجير والتفريق هي أشبه بقصة آدم عليه السلام حين عصى ربه وهو في الجنة ينعم بخيراتها ويأكل من ثمارها إلا أن إبليس أغواه هو وزوجه فأخرجهما من الجنة قال تعالى (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ ﴿35﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ ﴿36﴾)[البقرة:35].
سيل العرم:
هو تسمية الشيء بسببه ، فالعرم والسد لفظان مختلفان لمعنى واحد هو حاجز الماء، وقد أراد الله أن يعاقب هؤلاء القوم فأرسل عليهم سيل العرم لما اعرضوا عن الهدى والنور قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ(15)فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ(16)) سبأ.
ويمكن المقارنة بين قصة قوم سبأ وقصة آدم عليه السلام وكلاهما حُرِمَ من الجنة، أي جنة الدنيا وجنة الآخرة، وتفرق القوم في أرجاء المعمورة بعد أن تهدم سد مأرب بسيل العرم ، وقد عاش قوم سبأ في أماكن كثيرة من شبه جزيرة العرب، ومن أسماء القبائل التي هاجرت بعد تهدم سد مأرب بسيل العرم قبلية الأزد (بني أسد)، وقبيلة غسان وقبيلة سُليْم، وقد عدد الشاعر امرؤ القيس ذو القروح هذه الهجرات في قصيدته المسماه بريد السراة والتي يقول مطلعها:
سَمَا بكَ شوْقٌا بَعدَ ما كان أقصَـرَا
              وَحَلَّتْ سُلَيمَى بَطنَ قَؤٍٍ فعَرْعَرَا

كِنَانيّةٌ بَانَتْ وَفي الصّدرِ وُدُّهَا
              مُجاوِرَةٌ غَسّانَ وَالَحيَّ يَعمَرَا

بعَيْنيَّ ظَعْنُ الَحيّ لـمَّـا تَحَمّلُوا
              لدى جانبِ الأفلاجِ من جنبِ قيمُرَا

فشَبّهتُهُمْ با لآلِ لـمَّـا تَكَمَّشُوا
              حَدَائِقَ دَوْمٍ أوْ سفيناً مُقَـيَّـرَا

أو المُكْرَعاتِ من نَخيلِ ابنِ يامِنٍ
              دُوَينَ الصَّفَا اللائي يَلينَ الـمُشقَّرَا ( )

وقد تمكن الشاعر من وصف هذه الهجرات وصفاً مباشراً منذ خروجها حتى وصولها مناطق المرتفعات الغربية (جبال السراة) وقد تفنن هذا الشاعر إذ جعل من وصفه لسير الهجرات وصفاً يسمى عند البلاغيين بالتشبيه التمثيلي فهو يبدأ تشبيه الهجرات بقوله فشبهتهم بالآل أي الشلال دفعه السد عند تصدعه وخروج الماء منه، ومن تلك التشبيهات تشبيه سير القافلة بالسفن وحدائق الدوم، ثم يواصل تشبيهاته فيشبههم بالمكرعات وهي صفة للنخيل الذي تحمل الثمار (البلح)، ثم يسوق في تشبيهاته حيث يشبههم بالثمار الناضجة عند قطافها وعرضها في الأسواق، وهذا ما يسمى بالتشبيه التمثيلي.
وقد جاء في مجلة التراث الإماراتية العدد (161) مارس لسنة 2013م مقالة عن ملوك العرب والعرب على وجه الخصوص حسب ما جاء في الكتب الإغريقية واللاتينية إن العرب قبل الإسلام في حوالي القرن الخامس قبل الميلاد تحدثوا العربية كما جاء في كتاب (ثم تتوإلى الإشارات) إلى أن كيلوباترا كانت تعرف اللغة العربية وتتحدث اللغة العربية، وكانت تربطها بملوك العرب علاقة وطيدة، وقد عاشت في القرن الأول قبل الميلاد. فهيرودوت ظهر في القرن الخامس قبل الميلاد، والإسلام ظهر في القرن السابع، أي ان العلاقة بين العرب والإغريق كانت قديمة جداً في حوالي القرن الخامس قبل الميلاد.
ثم يتابع الشاعر امرؤ القيس (ذو القروح) وصف سير القافلة من مأرب إلى مناطق المرتفعات الغربية بهذه الأبيات:
سَوَامِقَ جَبّارٍ أثيثٍ فُرُوعُهُ
              وَعالَينَ قِنْوَاناً مِنَ البـُسْرِ أحمَرَا

حَمَتْهُ بَنوا لرَّبْدَاءِ منْ آلِ يامنٍ
              بأسْيَافِهِمْ حَتى أقَرَّ وَأوْقَرَا

وأرْضَى بَني الرَّبدَاءِ وَاعَتمّ زَهرُهُ
              وَأكمَـامُهُ حَتى إذا مَـاتَهَصّرَا

أطَافَتْ بهِ جَبْلانُ عِنْدَ قِطاعِهِ
              تُرَدّدُ فيهِ العَينُ حَتى تَـحَيّـرَا

كأنّ دُ مَى شفْعٍ على ظَهْرِ مَرْمَرٍ
              كسَا مِرْبَدَ السّاجومِ وَشياً مُصَوَّرَا( )
شش
فقوله أطافت به أي جبلان يقصد به أهل المدينة قال تعالى (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ(82) يوسف.
فإن المدينة كونها مساكن ثابتة لا تستطيع أن تذهب إلى الحديقة لتشاهد الثمار وتطوف حوله، فعبر عن المدينة بسكانها، كما عبر عن القرية بأهلها.
قوم يونس:
 قالوا أهل التفسير: بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل (نينوى) من أرض الموصل (في العراق)، فدعاهم إلى الله عز وجل، فكذبوه وتمردوا عليه وظلوا على كفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك عليه من أمرهم، خرج من بين أظهرهم وأنذرهم بحلول العذاب بهم بعد ثلاث ليال.
قال تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إلى حِينٍ}، وهذا المتاع إلى حين لا ينفي أن يكون معه غيره من رفع العذاب الأخروي والله أعلم.
ويتضح من الآيات التي اوردناها في هذا إن قوم يونس هم من العرب الباقية الذين لا يزال لهم بقية في ارض العراق والشام.
وقد كان قوم يونس في ذلك العصر مائة ألف لا محالة، واختلفوا في الزيادة. وروى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث زهير عمن سمع أبا العالية: حدثني أُبَيّ بن كَعب أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله {وَأَرْسَلْنَاهُ إلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} قال يزيدون عشرين ألفاً.

جدول يوضح اسماء الأنبياء والأولياء الذين لديهم اضرحة في الأرض الطيبة (أرض سبأ)
م      الاسم في الرواية     حرف الدلالة  الاسم في الواقع      الصفة الملازمة      ملاحظات
1     لقمان بن عاد ع     سيدي عباد    ضريح عليه قبة من القضاض     
2     شعيب ب     المهذبل       شجرة كبيرة فوق الضريح  
3     نوح   و      أبو الغيث     جامع نوح بوادي ثاه
4     صالح ص    الصالحين     الكثيب الأحمر جبل بركاني
5     ذو القرنين    ق     مسجد قرين   ذي جره      البلد الذي يوجد فيه الضريح
6     إلياس  س    ابو سرحان   جبل مرتفع لونه ابيض     
قوم إبراهيم:
كان إبراهيم في العراق عند ملك يقال له "النمرود" وكان الملك وقومه يعبدون الأصنام، فلما جاء إبراهيم أراد أن يهديهم إلى عبادة الله وحده، ولكن قومه أنكروا عليه، وقد تنقل نبي الله إبراهيم من العراق إلى فلسطين إلى مصر ثم رجع إلى مكة، وهناك تم رفع القواعد من البيت الحرام ودعا الناس حج إلى بيت الله الحرام، ومن ثم توالت العصور والأزمنة، وجاء من ذرية إبراهيم إسماعيل، وإسحاق، ويعقوب عليهم السلام ثم يوسف عليه السلام الذي حكم مصر لفترة من الزمن، وقد سميت باسمه سورة من القرآن الكريم، وكذلك النبي إبراهيم عليه السلام سميت باسمه سورة، وهذا تكريماً لهما قال تعالى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل:120].
ومن الآيات التي تذكر قصته مع الملك النمرود عندما هدم أصنامهم، وعندما شاهدوا أصنامهم قد هدمت طالبوا بإنزال اشد العقوبات بمن فعل بآلهتهم ذلك.
قال تعالى: (قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنْ الظَّالِمِينَ ﴿59﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿60﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿61﴾ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿62﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿63﴾ فَرَجَعُوا إلى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ ﴿64﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ ﴿65﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ ﴿66﴾ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴿67﴾ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿68﴾ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴿69﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الأَخْسَرِينَ ﴿70﴾) الأنبياء.




الباب الرابع
الفصل الأول
اللغة أصولها وفروعها
إن اللغة هي علاقة جدلية بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان والواقع المحيط به، وهذه المصادر الثلاثية أعني الشكلي والحركي والوضعي تتكئ على آلية محددة هي ثنائيات الصورة والحركة، فالإنسان صورة وحركة، واللغة صورة وحركة متمثلة في الحرف والنطق، والواقع صورة وحركة، وبما أن الصورة هي أساس الحركة والحركة هي التي تحدد وضع الصورة فإن آليات اللغة قائمة على هذا القانون، أي قانون الثنائيات الضدية، الصورة والحركة عند الإنسان واللغة والواقع، والثنائيات الضدية من الحروف الأبجدية تتكون من حرفين ينتج من هذا النظام الحركة متمثلة باللفظ، والصورة متمثلة في المعنى أي أن الحركة لفظ والصورة معنى وعلى هذا يتم القياس بالنسبة للثنائيات الضدية في الحروف الأبجدية.
والأصل في اللغة هي الحروف وفروعها (الأفعال والأسماء والصفات واسماء الأفعال وغيرها) وقال تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء}[إبراهيم:24].
المصادر الأساسية للغة:
الشعر العربي (نظمه ونثره).
الشعر العربي: لقد كان العرب من الأمم التي أبدعت في تراثها اللغوي ومن ذلك الشعر والخطابة والمهرجانات الغنائية والمساجلات الشعرية والملاحم المطولة التي تحكي عن الأحداث في الماضي والمستقبل والحاضر، وقد كان العرب يفخرون بشعرائهم ويقدمونهم على غيرهم من الناس، وإن أقدم نص شعري مكتوب في أشعارهم هو ما جاء في قول امرئ القيس من قصيدته الرائية التي مطلعها:
سَمَا بكَ شوْقٌا بَعدَ ما كان أقصَـرَا
              وَحَلَّتْ سُلَيمَى بَطنَ قَؤ فعَرْعَرَا

كِنَانيّةٌ بَانَتْ وَفي الصّدرِ وُدُّهَا
              مُجاوِرَةٌ غَسّانَ وَالَحيَّ يَعمَرَا

بعَيْنيَّ ظَعْنُ الَحيّ لـمَّـا تَحَمّلُوا
              لدى جانبِ الأفلاجِ من جنبِ قيمُرَا

فشَبّهتُهُمْ با لآلِ لـمَّـا تَكَمَّشُوا
              حَدَائِقَ دَوْمٍ أوْ سفيناً مُقَـيَّـرَا

أو المُكْرَعاتِ من نَخيلِ ابنِ يامِنٍ
              دُوَينَ الصَّفَا اللائي يَلينَ الـمُشقَّرَا 

وهذا النص يعود إلى زمن تهدم سد مأرب، حيث كان الشاعر يصف سير القافلة التي انطلقت من منطقة الأفلاج (مأرب) إلى المرتفعات الغربية، وقد وصف الشاعر سير القافلة وصفاً مباشراً حدد فيه سير القافلة وحجمها وطولها والمشاكل التي اعترضت سيرها حتى إنه حدد المكان الذي استقرت فيه هذه الهجرات وكانت هذه الهجرات عبارة عن مسيرات حاشدة تحمل أغراضها وذهبها ونساءها وزينتها وهي القبائل السبئية قبيلة (سليم) وقبيلة (الغساسنة) وقبيلة  الأزد (بني أسد)، والشعر في لغة العرب يفسر القرآن والقرآن يفسر الشعر، كون القرآن جاء بعد الشعر، ومن أهم المدارس الشعرية التي ظهرت مدرسة امرئ القيس وهي المدرسة الأولى، ثم مدرسة شعراء الجاهلية وهي المدرسة الثانية، ثم مدرسة شعراء الصعاليك وهي المدرسة الثالثة، ثم مدرسة الشعراء المخضرمين وهي المدرسة الرابعة، ثم المدرسة الخامسة والأخيرة وهي مدرسة الشعراء العذريين.
القرآن الكريم.
هو الهدى والفرقان الذي أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي واجه من المعارضين للدعوة كل أنواع الحروب والغزوات التي حالت دون اكمال دعوته إلى الدين الجديد، إلا أن الله غالب على أمره قال تعالى ({يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون}[التوبة:32]. ويحوي القرآن الكريم كل العلوم الدينية والدنيوية، ومن أهم هذه العلوم علم الكتاب، وعلم الفلك، وعلم التأويل، وعلم التاريخ (الذكر)، علم الأسباب، وعلم التجويد والقراءات، وهناك علوم كثيرة.
وكتاب الله الذي انزل على محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم هو معجزة في سوره وآياته، لا تزال أخبارها وآياتها تتكشف حقائقها واسرارها على مرور الزمن حتى يومنا هذا، وكتاب الله هو الجامع لكل شيء، قال تعالى (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام:38].
الكتب والمؤلفات الأدبية.
الكتب والمؤلفات التي جاءت بعد عصر التدوين في القرن الثاني الهجري كثيرة جداً في علم اللغة، وفي الشعر، وفي الحماسة، وفي المنطق، والفقه، والتراجم، وقد ازدهرت الدولة الإسلامية بعلمها وعلومها حتى شيدت حضارة شهدت لها الأمم التي عاصرتها والأمم التي جاءت من بعدها، وقد كان الفكر العربي منارة أخرج أوروبا من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ولكن الاستعمار أجهض مسيرة الدولة العربية في مراحلها المختلفة، وحاول طمس هذه الحضارة بكل السبل التي امتلكها، لكن العصور التي جاءت من بداية الثورة الصناعية حملت الكثير من الأفكار التي تضمنت المؤلفات التي ملأت دور الكتب وأخرجت أجيالاً متسلحة بالعلم والمعرفة حتى يومنا هذا.
المصادر المكونة للغة:
1-    المصدر الشكلي(التشبيهي)         النظر
2-    المصدر الحركي (الحركة)         اللسان
3-    المصدر السمعي (الصوت)        السمع
تعريف مصادر اللغة:
المصدر الشكلي (التشبيهي):
هو المصدر الذي يحتاج لفظه إلى بيان هيئته أو اضافة أو تمييز أو ما شابه ذلك مثل قولنا "سد مأرب" فإذا قلت سداً صار الكلام مبهماً وغير واضح، وإذا قلت "سد مأرب" أصبح الكلام واضحاً ومكتملاً وقس على ذلك بقية المفردات والألفاظ.
المصدر الحركي:
وهو المصدر الذي لا يحتاج إلى شيءٍ يضاف إليه، وإنما يعرف نفسه بنفسه مثل قولنا "فجر، شمس، قمر، ليل ، نجوم، مطر، بحر، صحرا ...الخ" وقس  على ذلك بقية المفردات والألفاظ.
المصدر السمعي (الصوت):
وهو المصدر الذي يصدر من الأشياء التي نسمعها بموجب فعل فاعل أو حركة ما، أو ما شابه ذلك مثل "صوت الرعد، وكل الأصوات التي تصدر عن حركة ما".
ولا يمكن لأي مفردة في لغتنا أن تأتي من غير هذه الثلاثة المصادر التي هي أساس تكوين اللغة، فمنذ الأزمنة الغابرة ظلت اللغة تتطور في حياة الإنسان عبر مسيرة طويلة من الحضارات التي امتدت من زمن نوح عليه السلام حتى قوم تبع، فنجد أن مقومات اللغة العربية هي ثلاث لغات رئيسية:

1-    اللغة القديمة (لهجة عاد وثمود)
2-    اللغة السبئية .
3-    اللغة الحميرية.
وهذه اللغات واضحة بمكوناتها داخل النص الأدبي سواء في الشعر أو في القرآن الكريم، وفي مؤلفات العلماء والفقهاء، وبما أن الآلهة هي محور ارتكاز الاشتقاق اللغوي واللفظي فإن الكثير من المفردات المترادفة في كتب اللغة هي بسب وجود هذه اللغات الثلاث الثمودية القديمة، والسبئية والحميرية، وهذا الجدول يوضح العلاقة بين اللغة والآلهة وكذلك يوضح حجم الاختلافات بين كل لغة وأخرى وعلاقة ذلك بتطور اللغة.

جدول يبين المرادفات في اللغات الثلاث (الثمودية والسبئية والحميرية)
اللفظ المرادف اللغة الثمودية  اللغة السبئية   اللغة الحميرية المعنى العام
       اسم الآلهة (ود)      اسم الآلهة (مقه)     اسم الآلهة (عم)     
بيت   دار    مقر   عرب 
الزوجة درة    امرأة  عرس
السيل  الدرب القيصر       الغيث 
الجمل وبر   جمل   بعير  
الزمان الدهر  الوقت العصر
الناقة  ذمول  ناقة   علجزة
القمر  بدر    القمر  عم   
ليل    غدر   ظلام  غمره 
شاف  نظر   مق    طالع  
سوق  مربد   عبقر  عكاظ 
وتعريف اللغة في القرآن الكريم جاء في قوله تعالى في هيئة قسم وتقسيم (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ).
أقسم الله سبحانه وتعالى بالحرف وبالاسم وبالفعل
1-    الحرف (ن).
2-    الاسم (القلم).
3-    الفعل (يسطرون)


الفصل الثاني
اللغات الثلاث
خصائصها ومميزاتها :
1-    الثمودية.
2-    السبئية.
3-    الحميرية .
 أن اللغات الثمودية هي من أقدم اللغات في شبة جزيرة العرب وتعود بعض ألفاضها ومفردتها إلى زمن النبي نوح عليه السلام وقد سميت بهذا الأسم نسبة إلى قوم ثمود ( أصحاب الحجر) وهم الذين أطلق عليهم القرآن إسم أصحاب الحجر ومن هذه اللغة جاءت الكثير من الأسماء والأفعال، ومن أهم الروابط التي تتميز بها هذه اللغة  محور الإرتكاز التي تمثله الآلهة في ذلك الزمن لأن ذلك يتم من خلال اسم الأله الأشتقاقات اللغوية واللفظية والأسماء والصفات وغيرها لهذه اللغة الثمودية وأسم الاله في هذه اللغة قولهم ( ود ) وقد ذكر القرآن هذه الآلهة في قوله تعالى {وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}[نوح:23]) وتعني صفة للقمر الذي كانوا يعبدونه في ذلك العصر وقد تطورت هذه اللغة في ألفاظها ومعانيها حتى بلغت أوج  أمجادها في عصر يمتد من عهد النبي نوح عليه السلام مروراً بقوم عاد وثمود ومن أهم المفردات التي تدلنا على قدم هذه اللغة قولهم (حدم) وتعنى أغلق الباب وقولهم (حيق) وتعنى ساحل ومن أهم أسماء الأعلام في هذه اللغة عاد - ثمود  - هود – داوود – عبدود – عبد يغوث– عبد يهود – عدنان – دوعن – وغيرها من اللغاط التي ترد مطعمه.. بحرف الواو والدال.
أدوات التعريف في هذه اللغة :
1-    تستخدم أدوات التعريف في نهاية الاسم وهي حرف الألف والنون مثل قولهم عدن فإذا أضفت إليها الالف والنون صارت معرفة  (عدنان) ونجران وسنحان وغيمان وبيحان وصعفان  وقس على ذلك  كل هذه الأسماء التي تعرف بالألف والنون في آخرها.
وبذلك تكون هذه اللغة أقدم روافد اللغة العربية من مجموع لغات عدة أهمها السبئية والحميرية والقتبانية والأوسانية ومن اهم الحروف الذي يكثر مجيئها في هذه اللغة .
2-    حرف الدال – حرف الواو – حرف الميم – حرف الحاء – حرف النون.
اللغة السبئية :
هي ليست أصلاً من فرع بل هي أصلاٌ لكل الفروع، ونعني بالفروع اللغات السامية الأخرى التي اشتقت من هذه اللغة أي اللغة السبئية ونعني بالأصل أي أنها أصل اللغة العربية التي أصبحت لغة الشعر والادب والخطابة  والفن والجمال  والمعاملات وغير ذلك .قال تعالى ( ق. والقرآن المجيد ).
 أدوات التعريف للغة السبئية :
تعتمد هذه اللغة على أدوات تعريف هي (الألف واللام ) مثل قولهم (جمل – جبل – فجر وغيره وكل هذه الألفاظ الفاظ نكرة فإذا دخلت عليها الالف واللام صارت معرفة أي الجمل- الجبل – الفجر. ومن الحروف الأبجدية التي يكثر تواجدها في هذه اللغة حرف القاف والكاف والهاء والسين والشين والفاء والكاف .
وأما الإله  في اللغة السبئية فيطلقون عليه أو يسمونه (المقة) وتعني القمر ومنها جاءت لفظت القمر أي أن حرف الهاء الأخير تغير صوتياً فصار هكذا قمر.
التحول الديني :
كان السبئيون يعبدون الشمس وعندما اسلمت ملكة سبأ لله رب العالمين ودخلت في دين سليمان ابن داود عليه السلام ترك السبئيون عبادة الشمس وأنصرفوا إلى عبادة القمر (المقه) ومن أهم الأسباب التي أدت إلى التحول الديني من عبادة الشمس إلى عبادة القمر.
1-    دخول ملكة سبأ في دين سليمان مما أدى إلى تخليهم عن عبادة الشمس.
2-    رفض قوم سبأ للدين الجديد المتمثل في دين سليمان الذي اسلمت به الملكة.
3-    وجود رغبة في توحيد الآلهة مع منافسين آخرين من الذين يعبدون القمر وهم قوم حمير ( عم ) .
4-    تهدم سد مأرب وتفرق القوم إلى أماكن كثيرة .
ولقد أصبحت اللغة في ظل هذا التحول الجديد لغة العرب في الشعر والخطابة والكلام البليغ حيث بدأت تكتب نصوص الشعراء باللغات الثلاث مثل اللغة الثمودية والسبئية والحميرية وغيرها.
الشعر في لغة سبأ :
كانوا يطلقون على الشاعر صفة امرئ القيس وتعني رجل الشعر (أمرؤ القيس) ويسمون الشعر ( القياس) وقد أستمر هذه المصطلح حتى صدر الإسلام، حيث اختصروا الاسم من أمرئ القيس إلى قيس فقط، ومن الأمثال على ذلك قولهم قيس أبن الملوح وقيس ابن الخطيم وقيس ابن ساعدة وقس على ذلك بقية الأسماء، ومن النصوص التي وصلت إلينا نص من الشعر يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وذلك عندما بدأت الهجرات  للقبائل السبئية بعد تهدم سد مأرب، وهذه القبائل هي قبيلة سليم وقبيلة غسان وقبيلة الأزد (بني أسد) أما الشعر الذي نعنيه من ذلك العصر وارتبط بالهجرات السبئية من مأرب (منطقة الأفلاج) إلى المرتفعات الغربية ( جبال السرات ) كما جاء في قصيدة امرؤ القيس (ذو القروح):
سماء بك شوقاً بعدما كان اقصرا
              وحلت سليمى بطن قؤ وعرعرا

كنانية بانت وفي الصدر ودها
              مجاورة غسان والحي يعمرا

بعين ضعن الحي لما تحملوا
              لدى جانب الافلاج من جنب قيمرا


فشبهتم بالآلي لما تكمبشوا
              حدائق دوم أو سفيناً مقيرا 

أو المكرعات  من نخيل ابن يامن          دوين الصفاء اللأي يلن المشقر( )




الفصل الثالث
اللغة الحميرية
كان الحميريين يعبدون القمر بأسم (عم) وقد حكموا شبه جزيرة العرب قرون عديدة مما جعلهم  يبسطون تأثيرهم اللغوي على كل شبرٍ من شبه جزيرة العرب، ومن خصائص هذه اللغة أن الشعراء يبدؤون قصائدهم بذكر اسم الآله مثل قول الشاعر:
الأعم صباحاً أي الطلل البالي
              وهل يعمن من كان في العصر الخالي

وقس على ذلك إغلب قصائد  الشعراء في العصر الجاهلي وكذا كانوا يكثرون من القسم باسم هذه الآلهه مثل قولهم لعمري وكذلك تحياتهم في الصباح والمساء مثل قولهم عم صباحاً وعم مساءً كما يستخدم أدوات الاستفهام في السؤال عن الشيء وخاصة في بلاد الشام نحو قولهم (عم ينظر وعم يريد ).
التنظيم الهرمي :
ويقصد بالتنظيم الهرمي التسلسل الهرمي من الاعلى إلى الأدنى وتشكل الآلهة أعلى درجة في سلم التنظيم الهرمي، ومن ثم يأتي بعد ذلك أسماء الملوك الذين ينتسبون عادة إلى الآلهة مثل قولهم ( تاران يهن عم) وكذلك شهر يدع هلال وقس على ذلك بقية الأسماء، وتأتي في سلم الهرم المرتبة الثالثة أسماء القبائل الكبرى وعادة ما ينسبون إلى أسماء الملوك مثل قولهم ( شهران – نسبة إلى شهر يدع ) وقولهم ( شمر) نسبة إلى شمر يهرعش  وقد مثلت هذه الأفكار إطاراً فلسفياً يقوم على حركة الحياة في كل أشكالها ومظاهرها، وهي حياة القمر وأطواره (عم) ودورة المطر والنبات، ودورة حياة الإنسان، كل ذلك ارتبط بحركة الكون المتمثل في الإله (عم).
الهوية الحضرية:
ونعني بهذا المصطلح التجمعات الحضرية التي استقرت في أماكن مختلفة بفضل وجود المقومات الحضارية لكل فئة من هذه التجمعات، فخلقت بيئة متجانسة ومتقاربة فيما بينها يوحدها التجاور المعرفي ضمن حدود الواحد في الكل والكل في الواحد حتى أطلقوا على البيت وسكانه، عرب وأعراب ثم اتسعت رقعة المكان من حجم أصغر يمثل البيت وسكانه إلى حجم أكبر يمثل الوطن وحدوده وأركانه، وهكذا أصبحت اللغة الحميرية هي الإطار التي أحتوت بداخلها كل اللغات واللهجات على اختلافها في جميع أجزاء شبه جزيرة العرب وأطراف بلاد الشام والعراق.
أدوات التعريف في هذه اللغة:
من أدوات التعريف التي تميز هذه اللغة عن غيرها قولهم ام جبل وام سفر وامْ قمر وقس على ذلك  ولكن مع ذلك فإن أدوات التعريف في بقية اللغات مثل الألف والنون والألف واللام وغيرها قد أصبحت من ضمن الاستخدام اليومي لهذه اللغة التي هيمنت على ما عداها من اللغات واللهجات.
الشعر وظيفة:
بعد أن كان الشعر يصف الملاحم والرحلات والهجرات صار في زمن هذه الدولة وظيفة للطرب والفن، ثم أصبح الشعر والطرب وظيفة لما كان يسمى بالمواسم الزراعية وقت البذور ووقت الحصاد، ثم أصبح يدار من قبل طبقة معينة من الناس أمتهنت الفن والطرب، فصار وظيفة للترويح عن النفس وإدخال السرور عليها وبذلك ارتبط الشعر بهذه المناسبات يقول الشاعر ( امرؤ القيس ذو القروح )
وإن أميس مكروباً فيا رب قنيهٍ
              منعمة أعملتها بكراني

يقصد الشاعر في القصيدة دفع أجرٍ للمغنية حتى يستمتع بأغانيها وفنها. وهكذا يزول همه وحزنه، فقد جعل من الفن وظيفة لإزالة الأحزان وإدخال السرور على النفس
وأما الحروف التي يكثر مجيئها في هذه اللغة:
1-    حرف الراء .
2-    حرف العين .
3-    حرف الصاد.
4-    حرف الجيم .
5-    حرف الضاد.
وأما أسماء الاعلام المحسوبة على هذه اللغة مثل:
6-    عمرو معدي كرب.
7-    عمرو بن ود .
8-    عمرو بن الخطاب .
9-    عمرو بن العاص .
10-  عامر بن الطفيل .
11-  والعامرية
وقس على ذلك بقية الأسماء التي تعود إلى الاشتقاقات المحسوبة على هذه اللغة أي آلهة الحميريين (عم).!
اللغة والأنساب:
يتضح جلياً بأن موضوع ما يسمى بالأنساب عند العرب قد أخذ الكثير من الدراسات والأبحاث التي تناولت هذا الموضوع من زوايا عدة، ومن الذين تناولوا هذا الموضوع العلامة أبو الحسن أحمد الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب وكذلك الإكليل وغيره، وهناك الكثير ممن تناولوا هذا الموضوع.
 إن موضوع الأنساب كان ولا يزال يستهوي الكثير من الدراسات ونحن في هذه العجالة نقدم ما لدينا من  المعرفة حول الأنساب عند العرب قبل الإسلام، ودائماً ما نسمع ونقرأ في الكتب التاريخية بأن العرب ينتسبون إلى فرعين هما: عدنان وقحطان، وهذان المصطلحان ليس بصحيح ما اعتقده عنهما الناس، لأن كلمة عدنان تعني عدن، وإضافة الألف والنون للتعريف كما هو واضح في مواضيع سابقة من هذا الكتاب تم توضيحها، وقد سميت عدن بهذا الاسم نسبة لكثرة العائدين إليها من الهجرات، لأن مصطلح عدنان وقحطان يعني العائدين من الخارج والباقين في الوطن، بمعنى آخر إنه لما اشتد القحط عليهم والحروب في شبه جزيرة العرب انقسموا إلى فئتين: فئة هاجرت وفئة بقيت متمسكة بالوطن فسموا عدنان وقحطان، وإنما العرب ينتسبون إلى لغتهم، وهي الأصل في النسب، والمعروف أن الملوك (ملوك العرب) في عصور ما قبل الإسلام كانوا ينتسبون إلى الآلهة ومن ذلك قولهم "شهر يدع" نسبة إلى القمر، شهر وقولهم "ثاران يهنعم" أي "عم" الآلهة عند الحميريين، وقس على ذلك.
أما القبائل فينتسبون إلى الملوك أو إلى أبناء الملوك مثل قبيلة "مذحج" ينتسبون إلى الملك شمر ذي الجناح، وقبيلة "شمر" ينتسبون إلى شمر يهرعش، وقبيلة "شهران" ينتسبون إلى شهر يدع وقبيلة "حاشد" ينتسبون إلى الحارث الرياش، وقبيلة "بكيل" ينتسبون إلى حمير الأكبر.
لذا فإنه يجدر بنا القول إن الأنساب كانت على هذا النظام القائم على النسب إلى الآلهة وليس إلى الإنسان كما وضحنا آنفاً.
ولذا فإن ضرب الأمثال في اللغة هو لغرض الإيضاح في معنى لا يمكن فهمه إلا بالتوضيح والتوضيح هو ضرب المثل، فإذا ضربنا مثلاً لموضوع ما فإننا نفهمه من خلال ضرب المثل، وفي القرآن الكريم كثير من الآيات فيها ضرب الأمثال.
فإذا استعصى علينا فهم مصطلح عدنان وقحطان وهما يعنيان العائدين من المهجر والباقين في الوطن، فيجب ضرب مثل لهذه المقولة، والمقصود بضرب المثل لغرض توضيح اللبس في الكلام مثل المهاجرين والأنصار، فالمهاجرون سموا بهذا الاسم لأنهم هاجروا من مكة والأنصار سمو بهذا الاسم لأنهم ناصرو الرسول ، وكذلك عدنان وقحطان هما مصطلح نشأ من أحداث مماثلة لهذه الأحداث.


الباب الخامس
الفصل الأول
علوم القرآن
علم الأسباب:
هو علم يبحث في قوانين الكون وأسباب الحياة والموت، ولأن فكرة الخلق قائمة على الثنائيات السببية، فكل شيء سببٌ في وجود قرينة، فإذا كان العلم سبباً في وجود الإيمان فإن الشمس سبباً في وجود القمر والظلام سبباً في وجود النور، والرجل سبباً في وجود المرأة ...الخ.
قال تعالى(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1)خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ(3)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4)عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) القلم.
والعلم هو المعرفة التي ينعم بها بنو البشر، وقد فضل الله أهل العلم على سائر خلقه قال تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)[المجادلة:11]
لقد وضع الله في كتابه (القرآن الكريم) شرطاً من شروط المعرفة وهو العلم قال تعالى(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ) (33) الرحمن.
لقد استطاع الإنسان بواسطة العلم أن يصل إلى الفضاء عن طريق المعرفة التي اشترطها الله في القرآن الكريم على لسان سيد المرسلين محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، لذا فإن الدرجات التي اشترطها الله لإعطاء الجائزة للعلماء الذين امتلكوا صفتين (صفة العلم والإيمان)، أي الدرجات.
والدليل على أن الله يقصد بابواب السماء الفضاء وما فيه من الكواكب والمجرات قوله تعالى (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ(14)لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ(15) الحجر.
أما الذين وعدهم الله بالجائزة الكبرى هم أصحاب القرى الذين عصوا الله فحق عليهم عقابه فهلكوا جميعاً دون أن يحصلوا على الجائزة الكبرى، قال تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(96) الأعراف.
يقصد بهذه الآية إن الله اشترط عليهم الإيمان فأخلوا بالشرط فحرموا من نعم الله التي كان سيمنحها الله لهم في حالة إيمانهم ألا وهي أن يجعل الله لهم حياة أخرى في أماكن غير الأرض، مثل الحياة على سطح المريخ والقمر والكواكب الأخرى لأن أمر الله بين الكاف والنون يقول للشيء كن فيكون، وهذه الجائزة ما زالت قائمة حتى قيام الساعة، فمن يستطيع ان يحصل على هذه الجائزة فإن شروط الحصول عليها شرطان فقط (العلم والإيمان).
العلم والإيمان:
العلم والإيمان أحدهما سبب في وجود الآخر فالعلم سببٌ في وجود الإيمان لأن المسلمين لم يدخل في قلوبهم الإيمان إلا بعدما قرأوا القرآن واستوعبوه لذا فإن العلم سببٌ في وجود الإيمان، وإذا كان قوم فرعون قد بلغوا من العلم مبلغاً حيث شيدوا الأهرام والأبراج بل وحاولوا الصعود إلى السماء للبحث عن إله موسى (فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إلى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لاََظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ)[القصص:38]، وفي المقابل فإن قوم تبع وهم من سكان جنوب شبه جزيرة العرب وأصحاب الحجر كان لهم السبق في الحضارة وكانت حضارتهم تعتمد على مياه الأمطار، بينما حضارة الفراعنة تعتمد على الأنهار ومن العلوم التي تقدموا فيها: (علم الفلك ، علم الأسباب) وكان من أهم العلماء في ذلك العصر ذو القرنين حيث حاول الوصول إلى الشمس والبحث عن مغربها ومشرقها (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا)[الكهف:84] وهو الذي تمكن من مناظرة نبي الله موسى عند مجمع البحرين وهو ما يسمى اليوم باب المندب، وقد ضرب الله مثلاُ للمقارنة بين الخيرات والنعم عند قوم فرعون وقوم تبع فقال تعالى في سورة الدخان (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) [الدخان:37].
علم التأويل:
وهو علم يبحث في تفسير الآيات والسور ويبحث في دراسات اللفظ والمعنى وعلم الدلالة، وله تعاريف كثيرة مثل قولهم (علم التفسير وعلم التأويل) ومنه علم البيان وعلم المعاني، علم البيان هو علم يعرف به إيراد المعنى بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه، أما علم المعاني فهو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي الذي يطابق به مقتضى الحال، وقيل هو تتبع خواص وتراكيب الكلام وينقسم علم التأويل إلى ثلاثة أقسام:
1-    التأويل السببي.
2-    التأويل بالقرائن.
3-    التأويل بالأحلام.
4-    التأويل بتعاقب الأزمنة .
التأويل السببي:
هو معرفة سبب الفعل الذي وقع تحقيقه مثل: قوله تعالى (قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا) [الكهف:74] وكذلك قوله تعالى (وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) [الكهف:79]، ومنه قوله تعالى: (وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا) [الكهف:82].
التأويل بالقرائن:
يكون التأويل بالقرائن عن طريق ربط الماضي وأحداثه بالحاضر ومسبباته، أما السفينة فقد اعتمد في المقارنة على جبل الطور قال تعالى (قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إلى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا) [الأعراف:143]، كذلك السفينة حين خرقها فلما رآها الملك واقفة عرف أنها غير صالحة.
والقرينة بين الغلامين غلام موسى الذي نسي الحوت والغلام الذي قتله الرجل الذي اصطحب موسى، فالأول نسي الحوت بعد أن أصبح جاهز، للأكل ولكن الله أحيا الحوت فعاد إلى البحر، وكذلك الغلام الثاني الذي قتله الرجل الصالح أراد الله أن يغير خيراً منه، فالشر سببٌ في وجود الخير أي كل شيء سببٌ في وجود قرينه (علم الاسباب).
أما الكنز الذي ورد في الآية فإنه اعتمد في تأويله بالقرائن بين قارون من قوم موسى الذي حصل على كنز بقدرة الله، ثم ادعى أن هذا الكنز إنما حصل عليه بعلم من عنده هو، فخسف الله به وبداره الأرض، فتمثلت قصة الغلامين والكنز بهذه القرينة.
التأويل بالأحلام:
التأويل بالأحلام مثل ما جاء في سورة يوسف قال تعالى (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)[يوسف:4]، وقال تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى) [الصافات:102]، وقال تعالى (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) [يوسف:43].
التأويل بتعاقب الأزمنة :
مثل الاختراعات الجديدة في عالم الصناعات والطيران وعلوم الفضاء والصعود إلى القمر قال تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُون وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُون}[يس:41-42].
ومن ذلك قوله تعالى في سورة الصافات عن شجرة القات {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّوم}[الصافات:62].
أي إن دلالة الحرف أي حرف القاف في اللفظين دلتنا على أن شجرة الزقوم تعني شجرة القات فحرف القاف موجود في اللفظين وهو دلالة على اتحاد المعنى في اللفظين القات والزقوم( )



الفصل الثاني
علم الذكر
علم الذكر هو علم يختص بالأذكار والتسبيح وقد ارتبط بالعبادات من الصلاة وغيرها قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر، والذكر هو إحدى الصفات التي اتصف بها القرآن الكريم قال تعالى (وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ(10)إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ(11)) يس.
وقال تعالى (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(35)) الأحزاب.
وقد يسر الله كتابه العزيز "القرآن الكريم" لكل الذاكرين من الإنس والجن والطير والحيوان، وكل شيء آخر قال تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ(17)) القمر.
وقال تعالى (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (44) الإسراء.
ويقصد بالآية الكريمة كل شيء بلا استثناء من مخلوقاته سواء كانت في الأرض أو في السماء أو في مكان آخر، إن علم الذكر هو العلم الذي ارتبط بالعبادات والتسبيح وكل شيء يذكر الله فيه ويسبح بحمده وقال تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)  آل عمران.
علم التاريخ:
وقد عرف القرآن الكريم التاريخ بأنه الوعاء الذي يجمع بين ثنائية الزمان والمكان قال تعالى (أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ(21)غافر.
فإن الزمان والمكان هو لب ما ورد في هذه الآية، فعند البناء والتشييد كان ذلك في زمن ما، أما الآن فلا يزال المكان يحتفظ بهذه الآثار، وهو تعريف القرآن للتاريخ الذي يقول هو الوعاء الذي يجمع بين ثنائية الزمان والمكان كما ورد في الآية الكريمة تعريف واضح لا لبس فيه.
وللتاريخ تعاريف مختلفة أقصرها وأسهلها حكاية عن الأحداث في الماضي وهي الحوادث التي تتعلق بحياة الإنسان على الأرض، ومن ثم فإن التاريخ كما عرفه البعض هو السعي لإدراك الماضي البعيد وإحيائه.
علم الفلك:
علم الفلك هو علم يبحث في أسرار الفضاء وحركة الأجرام السماوية والنجوم وكل ما له علاقة بالحركة في الكون، قال تعالى (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)(40) يس.
تعريف علم الفلك:
هو المحيط الذي يسمح للكائن الحي من الحركة في مدار محدد أو مساحة معينة، مثل الكواكب والنجوم والمجرات والشجر والحجر وكل مخلوقات الله تدور في أفلاكها، فالكواكب والمجموعة الشمسية لها مدار محدد تتحرك فيه ولا تخرج عن ذلك بواسطة القانون الذي أحكم الله صنعه، ويشمل علم الفلك كل ذوات القوائم من الحيوانات والإنسان إذ يكون لها (أي هذه المخلوقات)  مدارات خاصة بها، فمنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على اربع، وكل هذه الأوضاع هي جزء من منظومة علم الفلك قال تعالى: (لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ(13)وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ(14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ(15)) الحجر.
لقد احتوت هذه الآية تفسيراً وتحليلاً لكل ما له علاقة بعلم الفلك، وإنها أي الآية الكريمة اعجاز قرآني سبق كل علوم الفلك التي عجزت أن تفسر هذه الآية وتدخل من خلال ما هو مرسوم في  تأويلها وتفسيرها الباطن، لأن علم الفلك يبدأ من الحركة إما أن تكون الحركة ذاتية أو حركة مصاحبة أو حركة صامتة، أو حركة حلزونية أو حركة مغزلية، وكل كائن في الكون هو صورة والصورة هي أساس الحركة، ومن هنا نعرف أو نتعرف على نظام الكون القائم على ثنائيات الصورة والحركة، فلا يوجد علم أكثر إيضاحاً من هذا العلم (أي علم الفلك) فيما يخص الدراسات التي تبحث في  الكشوفات الفضائية عبر وسائل النقل الحديثة، وإنه لجدير بنا نحن العرب أن نستخدم ما يسر الله لنا من الأموال والثروات الطبيعية وذلك في إقامة العديد من الوكالات الفضائية على غرار وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وغيرها من الوكالات.
علم الكتاب:
هو علم يستطيع الإنسان بواسطته استحضار المعجزات التي لا يقدر عليها إلا من يمتلك علم الكتاب قال تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَاب}[الرعد:43]  و(قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ(40))النمل. وعلم الكتاب هو علم كل العلوم الجامع قال تعالى {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون}[الأنعام:38]
وعلم الكتاب هو العلم الذي يستقي منه الخطباء والعلماء وعلماء الدين وأئمة العلم قال تعالى: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)) لقمان.
وهذا يدل على مقدرة العلم المكتسب منذ الصغر حتى وصول الإنسان إلى النضوج الفكري والعلمي الذي يصبح الشخص من خلاله شخصاً له مكانة علمية بين أقرانه وبين قومه ويعتبر علم الكتاب من أهم العلوم الإنسانية إذ من خلاله يستطيع الإنسان تقديم الوعظ والإرشاد من خلال المنابر الخاصة مثل أئمة الجوامع وخطباء العلم في الجامعات وغيره.
لذا فإن القرآن الكريم هو علم مستقل بذاته، أي أنزله الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك كل العلوم التي يحويها القرآن الكريم موجودة في آياته وسوره. قال تعالى:  (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ(38) الأنعام.
علم التجويد:
هو علم يبحث في قراءة النص القرآني بطريقة سليمة، ويستخدم فيه بعض الحروف التي تقسم على أساس مخارج الحروف، مثل قولهم حروف الإخفاء وحروف المد وحروف الإظهار والإدغام وحركات الإعراب، ويعتمد اعتماداً كلياً على إقامة الحلقات في المؤسسات الدينية والمساجد وعند بعض العلماء والتلقين المباشر.


الفصل الثالث
بعض أحكام الصلاة
الحكم الأول:
ينبغي على المصلين بعد الإمام أن يقولوا بعد قراءة الفاتحة مبين والتقدير هو الله الحق المبين قال تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِين}[يس:69]
وما دامت الصفة تتبع الموصوف أي الحق المبين، فالحق اسم من اسماء الله الحسنى ومبين صفة له فينبغي القول كما أسلفنا في المقدمة أي مبين بدلاً من كلمة أمين لأن كلمة آمين هي صفة للدعاء وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيم}[البقرة:104]
وظاهر المعنى أي قولوا مبين بدلاً من آمين، فإذا كان الله جل في علاه هو المثل الأعلى فوق كتابه ونبيه فإنه أحق أن يذكر بصفته لا بصفة غيره قال تعالى(أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) النور. { الرَّحْمـنِ الرَّحِيم مَـلِكِ يَوْمِ الدِّين}[الفاتحة:4].
الحكم الثاني:
ينبغي للمصلين أن يقولوا عندما يقول لهم الإمام استووا للصلاة أن يقولوا طائعين لله رب العالمين بصوت مسموع لكي يُزال اللبس بين طاعة الخالق وطاعة المخلوق لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}[النساء:59]
الحكم الثالث:
ترتيب الصلاة
1-    الصلاة الأولى هي: صلاة المغرب
2-    الصلاة الثانية: صلاة العشاء.
3-    الصلاة الثالثة: صلاة الفجر.
4-    الصلاة الرابعة: صلاة الظهر.
5-    الصلاة الخامسة: صلاة العصر.
وهذا الترتيب ورد في سورة الروم بقوله تعالى: { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾}[الروم]
وقال تعالى (أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) والشاهد في الآية هو أن الأمر الإلهي في القرآن قد حدد بداية بصلاة المغرب وربطها لغروب الشمس ثم ذكر بقية الصلاة التي تتعلق بصلاة الليل وهي العشاء والفجر.

وقال الشاعر:
كأن ذرَى رَأس الـمُجَـْيمِـرِ غُدوَة ً
              من السَّيلِ وَالأغْثاء فَلكة ُ مِغزَلِ

كأنّ السِّباعَ فيهِ غَرْقَى عَشِيّةً
              بِأرْجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُلِ

فإن قوله عشية في البيت الثاني يقصد به وقت العصر
وإنما جعلت صلاة الليل أقدم من صلاة النهار لأن الليل سببٌ في وجود النهار، وفكرة الخلق قائمة على الثنائيات السببية أي كل شيء سببٌ في وجود قرينه، فكما أن الليل سببٌ في وجود النهار فإن الظلام سببٌ في وجود النور والشمس سببٌ في وجود القمر ....الخ وفي القرآن الكريم يقدم الله الليل على النهار في كل الآيات فصلاة الليل ثلاث صلوات وصلاة النهار اثنتان.

تفسير سورة العاديات
{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا  فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيد وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيد أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُور وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُور إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِير}[العاديات]
العاديات والموريات والمغيرات المقصود بهذه الصفات الرياح التي تسير المطر والسحب فالعاديات لها عمل خاص بها قدر الله عملها وكذلك الموريات لها عمل خاص بها تقوم به وكذلك المغيرات لها وظيفة مثل خواتها والمقصود بالنقع هو المكان الذي يتجمع فيه المياه فيقال نقع ومستنقع ومستنقعات ويقال نقع الشيء أي بلله ويقال نقع القات أي ضعه في الماء لذلك فإن المقصود أثرن به نقعاً يقصد به نزول المطر على المياه الراكدة أو مياه السدود والمستنقعات فيحدث عند نزول المطر حركة فقاعات عديدة تسمى رقصة المطر وتحدث تفاعل بين المطر والماء الراكد وهو المقصود بقوله (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا).
(وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ) لذا فإن عمل الإثارة هو مختص بالرياح كما هو واضح في الآية.
1.    العاديات: وهي الرياح التي تعمل على انتشار السحب وتوجيهها في الاتجاه المطلوب وكذلك تزاوج بين الموجب والسالب في حركة البرق والرعد، كما تنزل فوق قمم الجبال العالية (الضباب).
2.    الموريات: وعمل هذه الرياح تقوم برفع بخار الماء من البحار والمحيطات والسدود والمستنقعات والبحيرات بالاتجاه المطلوب.
3.    المغيرات: وهي الرياح التي تختص بعمل انزال المطر وتوجيهه إلى المكان المطلوب على الأرض وتصريف مشتقاته من الصواعق والسيول وغير ذلك.
ولأن الضمير العائد على المطر هو قوله اثرن به نقعا، ثم وسطنا به جمعاً ويحدث بعد المطر سيول وهذه السيول تأتي من مناطق متعددة في اتجاهات محددة تنزل إلى تجمعات وسطية اما وسط الوادي أو ما شابه ذلك وهذه الصورة وأمثالها نشاهدها أثناء نزول المطر بوضوح، وفي هذا النص يتحدث الشاعر عن حركة الرياح وعلاقتها بالغبار اثناء سير الفارس على فرسه.
قال الشاعر:
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً
              كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ

مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الوَنى
              أثَرْنَ غباراً بالكديدِ الـمُـرَكَّلِ

ويقصد الشاعر بالسابحات في البيت الثاني "الرياح" وقوله على الونى أي الرياح الكسلانة التي تمر على مهل، والمعنى العام يريد الشاعر القول ان سرعة الفرس التي تمر على الغبار الذي ركلته الأرجل لا تحدث الفرس غباراً أثناء سيرها عليه، بينما الرياح الكسلانة (الوانية) تثير غباراً أثناء مرورها على التراب وهذه مقارنة بين الفرس والسابحات أي الرياح، ويكشف لنا هذا النص ان عمل الإثارة هي من صفة الرياح.
 قال الشاعر
تَرَى الفَأرَ في مُسَتنقعِ القَاعِ لاحِباً
              عَلى جَدَدِ الصّحْـرَ اءِ من حَرٍّ مُلهِبِ

خَفاهُنّ مِنْ أنْفَاقِهِنّ كأنّمَـا
              خَفاهُن وَدْقٌ مِنْ عَشـيّ مُـجَـلِّـبِ

وللدلالة على أن المقصود بالنقع الذي جاء في الآية الكريمة نستشهد بما قاله الشاعر.
فإن الفار المقصود به القدر الذي يستخدم لغلي اللحم، وقد عبر الشاعر عن القدر في إحدى صفاته وهي الفوران، لأن القدر إذا اشتدت الحرارة عليه يفور بالماء الذي فيه إلى تحته، ويقصد بالمستنقع، الموضع الذي يقع تحت القدر مباشرة، حيث يفيض القدر بالماء على الحطب الذي تحته فيحدث فيضان أي مستنقع مخلوط من الماء والرماد والحطب، أما قوله لاحباً فيقصد به الغثاء.
وفي البيت الثاني قوله خفاهن  أ أظهرهن ويقصد بقوله هذا اللحم الموجود تحت القدر، ويسمى الحنيذ، ويواصل الشاعر فيقول أن السيل الذي يأتي وقت العصر وهو قوله عشيه، ونسب هذا السيل إلى الجبل في قوله مجلب، فشبه الفيضان الذي ينزل من القدر اثناء الغلي بالسيل الذي يأتي وقت العصر من الجبل، وكلاهما يحدث دماراً ويكشف اللحم المخفي تحت القدر والشاهد هو قول الشاعر مستنقع القاع، لذا فإن المستنقع أو النقع هو المكان الذي يستقر فيه الماء سواء كان مياه السيول أو السدود والبحيرات والأنهار.

تفسير سورة الذاريات
 (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً (1) فَالْحَامِلاتِ وِقْراً (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ).
كل الصفات المذكورة في هذه السورة هي صفات للرياح أي أن  الله أقسم بها وقسم وظائفها فمن الذاريات ذرواً إلى الحاملات وقراً إلى الجاريات يسراً إلى المقسمات أمراً فإن لكل واحدة منهن وظيفة تقوم بها، فكل من الرياح المذكورة لها وظيفة حددها الله في صفاتها.

تفسير سورة الصافات
قال تعالى (وَالصَّافَّاتِ صَفّاً (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ) لقد أقسم الله بسور القرآن الكريم وقسمها إلى ثلاثة أقسام.
وهذا رد لمن يقولون أن الصافات تعني الملائكة إذا لا يصح أن يكون الملائكة إناثاً بإضافة تاء التأنيث في المجموعات الثلاث لقوله تعالى (أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنْ الْمَلائِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً) سورة الإسراء الآية (40) وقوله تعالى (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ) سورة الصافات الآية (150) .
1)    الصافات صفا.
2)    الزاجرات زجراً.
3)    فالتاليات ذكراً.
فالسور التي أسماها الله بالصافات هي كل السور التي تبدأ بحروف مطلقاً مثل حم، و ألر، و ألم، أما الزاجرات زجراً فهي كل السور التي لاتبدأ بالقسم مطلقاً، وتختص بالوعض والنهي عن المعاصي، أما التاليات ذكراً فهي السور التي تبدأ بالقسم مطلقاً، مثل سورة يس، ص، وسورة ق، إلخ....
وهذا جدول يوضح التقسيمات الثلاثية في القرآن الكريم:
الصافات صفاً الزاجرات زجراً      التاليات ذكراً
سورة البقرة
سورة آل عمران
سورة النساء
سورة المائدة 
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة مريم
سورة يونس
سورة هود
سورة يوسف
سورة الرعد
سورة إبراهيم
سورة الحجر
سورة الشعراء
سورة النمل
سورة القصص
سورة الزمر
سورة غافر
سورة فصلت
سورة الشورى
سورة الزخرف
سورة الدخان
سورة الجاثية
سورة الأحقاف
سورة العنكبوت
سورة الروم
سورة لقمان
سورة السجدة
       سورة النور
سورة المؤمنون
سورة الحج
سورة الواقعة
سورة الطور
سورة الأنبياء
سورة التوبة
سورة المجادلة
سورة الطلاق
سورة الملك
سورة الممتحنة
سورة المنافقون
سورة التحريم
سورة القلم
سورة الحاقة
سورة المعارج
سورة نوح
سورة الجن
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة الإنسان
سورة عبس
سورة النبأ
سورة التكوير
سورة محمد
سورة الفتح
سورة الحجرات
سورة القمر
سورة المطففين
سورة الانفطار
سورة الغاشية
سورة التين
سورة البينة
سورة الزلزلة
سورة الهمزة
سورة قريش
سورة الماعون
سورة الكوثر
سورة الشرح
سورة المسد
سورة الانشقاق
سورة الكافرون
سورة المنافقون      سورة الفاتحة
سورة الصافات
سورة الكهف
سورة يس
سورة طه
سورة الفرقان
سورة تبارك
سورة التغابن
سورة الحشر
سورة الجمعة
سورة الصف
سورة الرحمن
سورة الإخلاص
سورة الناس
سورة العلق
سورة الفلق
سورة القدر
سورة الحديد
سورة الذاريات
سورة الطور
سورة النجم
سورة المرسلات
سورة النازعات
سورة البروج
سورة النحل
سورة الأنفال
سورة الإسراء
سورة الأعلى
سورة الطارق
سورة الفجر
سورة الشمس
سورة سبأ
سورة الليل
سورة فاطر
سورة الضحى
سورة التين
سورة العاديات
سورة العصر
سورة نون
سورة القيامة
سورة البلد
سورة القارعة
سورة الفيل
وقد بلغ عدد السور الصافات 28 سورة وعدد الزاجرات 43 سورة وعدد التاليات ذكراً 43 سورة المجموع 114 سورة.

الشجرة الملعونة في القرآن
قال تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً) وبما أن القرآن كله بسوره وآياته ورد في القسم الذي ورد في سورة الصافات.
قال تعالى (وَالصَّافَّاتِ صَفّاً (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ) فإن دلالة الحرف في فإن دلالة الحرف أقوى من دلالة اللفظ المتمثل في حرف الفاء الذي ورد في قوله تعالى (فِي الْقُرْآنِ) والدليل على أن الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم التي وردت في سورة الصافات.
ودلالة الحرف دليل على هذا في قوله تعالى (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ) أي أصلها وليس بذرها كما معمول حالياً مع شجرة القات وهي المعنية بشجرة الزقوم بدلالة لأن دلالة الحرف أقوى من اللفظ ففي قوله زقوم وقولهم قات ورد حرف القاف هو الذي يوحد بين اللفظين في المعنى أي أن الزقوم هو القات وأن الزقوم هو القات ولأن القرآن تم تصنيفه إلى ثلاثة أصناف الزاجرات والصافات والتاليات وهو المعني بقوله تعالى الشجرة الملعونة في القرآن لذا أختير ثلاث سور يمثلن الثلاث المجموعات الصافات والزاجرات والتاليات حيث ذكرت شجرة الزقوم في سورة الدخان وهي من مجموعة الصافات وكذلك ذكرت الشجرة نفسها في سورة الواقعة وهي من مجموعة الزاجرات كذلك الأمر فقد وردت شجرة الزقوم في سورة الصافات وهي من مجموعة السور التاليات ذكراً.
ومن هنا ومن وحي هذه الأدلة والبراهين تكون الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم وهي شجرة القات.
وإذا كانت هذه الشجرة لها ثلاث صفات فإن الصفات على أسماء المدن والشجر والأعلام تتكرر حتى تصل إلى خمس صفات وإلى أكثر من ذلك فمثلا قولهم مدينة اسطنبول بيزنطة القسطنطينية وقس على ذلك كل الصفات التي تتبع الأسماء من الشجر والحجر والبشر.
ولأن الخطاب القرآني حول شجرة الزقوم يتضمن خطاب للدنيا وخطاب للآخرة أما الخطاب المتعلق بالدنيا فقد ورد في سورة الصافات وأما الخطاب المتعلق بأحوال الآخرة فقد ورد في سورة الواقعة وفي سورة الدخان أي أن الجزاء من جنس العمل بدليل الخطابين خطاب الدنيا وخطاب الآخرة.
وهناك دلالات لم نستطع إدراجها في هذا البحث بسبب الحذر من التكرار والإعادة، والله ولي التوفيق.

المراجع
1-    القرآن الكريم.
2-    كتاب الإيضاح في علوم البلاغة، للخطيب القزويني، تحقيق: عبدالمنعم خفاجي.
3-    كتاب الجامع، محمد عبدالقادر بامطرف، الهيئة العامة للكتاب.
4-    صحيفة المدينة، أحمد الجبلي.
5-    المدخل إلى علم التاريخ، تاج السر أحمد حران.
6-    الفكر التربوي، الخطيب البغدادي، تحقيق: أبو زيد الغيلي.
7-    روضة الأخبار ونزهة الأسمار في حوادث اليمن الكبار، تحقيق: محمد علي الأكوع الحميري.
8-    اليمن في تاريخ بن خلدون، محمد الفرح.
9-    مجلة التراث، العدد (161) مارس 2013م.
10-  ديوان أمرؤ القيس وهب أبن مالك الحميري مركز عبادي للدراسات والنشر , المؤلف علي الشاهري .


فهرس الأنبياء والرسل
الأنبياء والرسل:
م      الاســـــــــــــــــــــــــــــــــــم      حرف الدلالة  الصفة       ملاحظات
1            آدم عليه السلام      آ      أبو البشرية  
2            نوح عليه السلام     و      أبو الغيث    
3            ادريس عليه السلام   ر     العالي 
4            إبراهيم عليه السلام   ر     خليل الرحمن
5            لوط عليه السلام     ط     صاحب إبراهيم     
6            شعيب عليه السلام   ش    نسيب موسى 
7            يوسف عليه السلام   ف    الملك الكريم  
8            موسى عليه السلام   م      كليم الله      
9            هود عليه السلام     هـ    صاحب الأحقاف    
10           صالح عليه السلام    ل     صاحب الناقة
11           داوود عليه السلام    د      ذي الايد      أواب
12           يحيى عليه السلام    ي     ابن زكريا   
13           هارون عليه السلام   هـ    أخو موسى   
14           زكريا عليه السلام    ك     كفيل مريم   
15           مريم بنت عمران    ص    المحصنة    
16           سليمان عليه السلام   س    صاحب الهدهد      
17           اسماعيل عليه السلام س    ابن ابراهيم   
18           اليسع  ع     من أولياء الله
19           ذو الكفل             من أولياء الله
20           أيوب عليه السلام    ب     الصابر
21           يونس عليه السلام    ن     صاحب الحوت     
22           لقمان عليه السلام    ق     الحكيم
23           إلياس عليه السلام    ي     السلام
24           ذو القرنين عليه السلام      ق     صاحب العلم  علم الأسباب
25           عيسى بن مريم عليه السلام  ع     المسيح
26           محمد صلى الله عليه وسلم   ح     خاتم الأنبياء 

ملاحظة :
حرف الدلالة هو حرف من اسم دل على مسمى ملازماً له لفظاً ومعنى مثل حرف النون في اسم النبي يونس وحرف الكاف في اسم زكريا عليه السلام .



فهرس الآيات والسور
الآية   رقم الآية     الصفحة
الفاتحة
الرَّحْمـنِ الرَّحِيم مَـلِكِ يَوْمِ الدِّين   3، 4  74
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ  7     7, 9، 34
البقرة
قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم       32    1
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ     255  9
حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ       138  25
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا 35-63      44
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ     104  74
آل عمران
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ     190-194   70
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ     7     28
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ    7     27
النساء
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ 59    74
الأنعام
مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ      38    2، 52، 73
الآغراف
قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي    71    9
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ     144  18
قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ 71    34
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ     76-79      40
وَإلى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ       85    42
فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ 91-92      43
قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إلى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي      143  68
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ

       96    42, 66
التوبة
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ   32    52
يونس
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا   10    5
هود
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ    38    37
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ   44    39
وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ   67-68      40
يوسف
تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ  59    23
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى 109  35
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا     4     69
وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ     43    69
الرعد
وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا   37    28
إبراهيم
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء
       24    50
الحجر
وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ 80    8
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ 87    29
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض 14-15      35
وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ 180-183   36
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ 15    42
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ 14-15      66
لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ 13-15      71
النحل
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ  120  48
الإسراء
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ   44    70
الكهف
فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا       56    32
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا     98    32
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا   84    67
قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا 74    68
وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا  82    68
وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا   79    68
مريم
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا     24    19
قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا   10    27،28
طه
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى  5     9
الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى  5     15
طه(1)مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى 1-2  23
مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى 2     24
أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى     128  33
الأنبياء
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ    87-88      13
قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنْ الظَّالِمِينَ  59    14
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا   87    17
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ       87    30
قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنْ الظَّالِمِينَ  59-70      49
الحج
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ 24-44      5
يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ     5     8
المؤمنون
فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ اصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ   27    37
النور
اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ       35    10
أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ      25    74
الشعرا
تَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ     149  36
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ    24-35      39
فَأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ      63    43
وَأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ    52    43
النمل
قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ       38-40      72
القصص
فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إلى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لاََظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ     38    66
الروم
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ   17-18      25 ،26، 32
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُون  18    26، 75
لقمان
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ 20    72
الأحزاب
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ 35    69
سبأ
فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيل      16       15
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ      15-16      34, 44
يس
الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُون     8     10
مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ      49    7
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ   48    7
أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ  77-80      8
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ     13-14      8
وَالْقُرْآنِ الْحَكِيم       2     9
وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ   33-36      28
وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ    37-40      29
يس(1)وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ 1-2  23، 28
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ 9-11 69
وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُون      41-42      29، 39، 67
وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِين             69    74
الصافات
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ     118  9
إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ      102  19
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّوم     62    68
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ    102  69
ص
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ       1     23
وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ  21-24      27
غافر
تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ  2     30
أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ  21    70
فصلت
ِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ  3     4
تَنزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ    2     30
الزخرف
وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ 2     30
الدخان
وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ 2     30
أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ 37    41
الجاثية
تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ 2     31
محمد
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا   24    39
فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ   24    3
الحجرات
لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ    72    23، 24
الذاريات
وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون    22    15
النجم
إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى    4-13 19
القمر
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ     17    70
الرحمن
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا       33    65
المجادلة
يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ      11    2
الحشر
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ    23    29
القلم
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ 48    13، 32
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ       1     23، 55
الحاقة
وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ      17    29
نوح
وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا    23    56
التكوير
فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِي الْكُنَّس    16    24
الطارق
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ    1     23
التين
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ    1-4  24
العلق
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ    1-5  65
الهمزة
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ  الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ 1-2  14

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق